الكاتب إدريس زوزاني

الكاتب إدريس زوزاني

الاثنين، 11 أغسطس 2008

"الثقافة الدينية وقدسية الأماكن لدى المجتمع الايزيدي"

كما هو معروف إن لجميع المذاهب والأديان دور للعبادة وأماكن مقدسة تحترم من قبل معتنقيها ومؤيدها ولها من يهتم بأمورها ويراعي مصالحها في جميع المجالات، ومنها الجانب الثقافي الديني وهذا من أكثر الجوانب أهمية وضرورة لأنه الجانب الذي من الممكن عن طريقه تعريف أيديولوجية هذا الدين أو المذهب بمعتنقي الأديان السماوية الأخرى في بالعالم...
وهذه النظرية تنطبق على المجتمع الأيزيدي كذلك لأنه وكسائر شعوب العالم له ثقافته وعاداته وتقاليده وخصوصياته ، لكن الغريب في الأمر انه في المجتمعات الأخرى تتطور هذه الخصوصيات نحو الأفضل والأحسن والمجتمع الأيزيدي للأسف عكس ذلك فثقافتنا الدينية تراوح وتتجه عاداتنا وتقاليدنا نحو الزوال لعدم ممارستها بالشكل الصحيح والمطلوب لا بل تراجعت بعض الخطوات إلى الوراء وقد وصلت ذروتها لدرجة نخالط الأمور ببعضها...
وهنا أكن كل الاحترام والتقدير للمجلس الروحاني الموقر الذي هو أعلى سلطة تشريعية واكبر هيئة تنفيذية للأيزيدية وهو المقرر لشؤون هذه الديانة في كافة المجالات وفي جميع الأوقات وعليه الالتزام بواجباته تجاه هذه الديانة لكون مسؤوليته كبيرة ومهامه صعبة ويجب أن يتحمل الجميع كل من طرفه المسؤولية الأخلاقية التي تقع على عاتقه وكما معروف أن أتباع هذه الديانة عانوا الكثير من الويلات وحان الوقت للعيش والتمتع بالحياة الحرة الكريمة.
لهذا أرى من الضروري أن نخطو كأيزيديين ببعض الخطوات اللازمة و اقترح اللاتي :
1.     إنشاء مدرسة خاصة للتربية الدينية في كلي لالش ذات مواصفات عالية الجودة للذين يعملون في معبد لالش وفي المجال التالي.
أ- جميع اعضاء المجلس الروحاني/ لكونهم أعلى سلطة دينية ويجب أن يكون لدى كل عضو في المجلس معلومات كافية عن الدين الأيزيدي وان يكون لديه القدرة الكافية للتحدث والبلاغة.
ب- كافة اعضاء هيئة القوالين/ لكونهم المتحدثون الرسميون والمدرسة العلمية المتجولة لهذه الديانة العريقة فيجب أن تكون هذه الهيئة مسلحة بالعلم والمعرفة من جميع النواحي بشكل جيد، من اجل تفسير الأقوال العلمية بالطريقة السليمة وقراءة التواشيح والتراتيل الدينية باللغة الكوردية التي تعتبر لغة الأم بالشكل الصحيح.
ج- رجال الدين المقيمين في معبد لالش/ يجب أن يكون لديهم معلومات كافية وأكيدة عن المراقد التي يؤدون خدمتها.
د- المكلفين بإدارة معبد لالش/ يجب إرشادهم حول كيفية تنظيم الأعياد والمحافل الدينية واستقبال الزوار بطريقة مناسبة في معبد لالش.
2.     تعيين أشخاص أكاديميين ذوي خبرة ومهارات عالية في المجال الثقافي الديني الأيزيدي وإظهار حقيقة هذا الدين منذ نشأتها وليس بعد مجيء شيخ أدي عليه السلام والذي أصبح هو في نظر الكثيرين المؤسس الوحيد للديانة الأيزيدية مع ذكر الإصلاحات التي قام بها شيخ أدي عليه السلام.
3.     فتح دورات تثقيفية دورية لرجال الدين الأيزيديين .
4.     تدريب كافة رجال الدين على سياق التعامل الصحيح تماشيا مع الواقع الاجتماعي الأيزيدي.
5.     جمع كل ما يتعلق بالديانة الأيزيدية من الميراث في المجالين الديني والثقافي.
6.     كتابة دستور خاص للأيزيدية تماشيا مع متطلبات العصر كي لا يحرم الفرد الأيزيدي من حقوقه المشروعة.
7.     الحفاظ على المعالم القديمة في هذا المعبد وأجراء التطوير اللازم باستعمال مواد تتناسب مع قدم هذا المعبد.
8.     محاولة إنشاء مديرية عامة لشؤون الأيزيدية في الدولة وبالأخص في إقليم كوردستان لإدارة شؤونهم.
9.     توفير الحماية اللازمة لمعبد لالش لمنع المتسللين وتأمين سلامة الزوار إليه.
10.                        الاهتمام المباشر بالنظافة وإنشاء دليل سياحي متمرس في معبد لالش من قبل لجان مختصة بهذا الأمر.
*- المراقد والمزارات.
يجب أن يشخص كل مزار أو مرقد ديني، على الأقل في معبد لالش إن لم يكون في كافة المناطق الأيزيدية من قبل أشخاص مؤرخين ومختصين بالشأن الأيزيدي وخبراء في هذا المجال ولديهم معلومات كافية ودقيقة عن أصحاب تلك المزارات والمراقد وبطريقة علمية وحضارية ناجحة، بحيث يصنع لكل ضريح لوحة تعريفية يدون فيها اسمه ونبذة مختصرة عن سيرة حياته والصفة التي يحملها، لغرض تسهيل الأمور على السواح والزوار الأيزيديين والغير الأيزيديين لتطلعهم على الصورة الصحيحة والدقيقة عن هذا المزار.
*- الأعياد والمناسبات.
الأعياد والمناسبات ظاهرة اجتماعية عالمية انتشرت بين شعوب الأرض منذ القدم وهي دليل سعادة وفرح كل الشعوب المحبة للسلام، كل فئة أو شريحة من البشر له طريقته الخاصة وبأسلوب مختلف عن الأخر في هذا المجال، أن هذه الظاهرة تشملنا أيضا كأيزيديين، حيث نحتفل ونستخدم شعائرنا بالطرق التقليدية الخاصة والجميلة منذ القدم، لكن وحسب توقعي يجب على المجلس الروحاني الأيزيدي أن ينظم هذه الأعياد والمناسبات بشكل رسمي وحسب أهمية وضرورة تلك المناسبة بين الأيزيدية ويدونها في الدوائر الرسمية مع شرح ضمني عن هذه المناسبات من قبل مديرية شؤون الأيزيدية ليتسنى للجميع معرفة أهميتها.
*- الأدعية والأقوال.
لدى الأيزيدية ألكثير من رجال الدين أو عالم ديني يحفظ الكثير من الأدعية والأقوال والتراتيل والنصوص الدينية في صدورهم من غير أن يمتلكون بحوزتهم القراءة والكتابة وكانوا بارعين بالفعل في أداء وجباتهم تجاه بني جلدتهم في طريقة حفظ ادعيتهم أو أقوالهم من أسلافهم، صحيح كانت هناك مفارقات في الأداء بين منطقة وأخرى ولكن في النهاية كان الهدف واحد.
حان ألان الوقت لتوحيد جميع ما لدينا من الأدعية والأقوال وبناء خطاب ديني موحد بين كافة رجال الدين الأيزيديين وكتابة كافة الأدعية والأقوال والنصوص الدينية بشكل منتظم ودقيق وتدوينه في كتاب واحد لتصبح مصدر رئيسي موثوق لدى كافة رجال الدين مستقبلا ولأن لا يفسر كل واحد مفهوم الدين الأيزيدي على رغبته.
*- المواقع المهمة في معبد لالش.
يوجد في معبد لالش أكثر من مكان يثير إعجاب الزوار والسواح، يجب على الدليل السياحي مرافقة سواح وزوار المعبد وإطلاعهم على تلك المواقع ومن أهمها ضريح شيخ أدي، بئر زمزم، كانيا سبي، برا صلاتي، جبل عرفات، ستونا مرازا وغيرها من المواقع.
هذه كانت بعض المقترحات والملاحظات التي أجدها ضرورية للديانة الأيزيدية في مجال الثقافة الدينية خاصة بعد أن رأينا في الآونة الأخيرة بعضا من الإهمال والتساؤل في هذا الجانب وعدم اكتراث المجلس الروحاني لذلك.
إدريس زوزاني
ألمانيا/11/08/2008