الكاتب إدريس زوزاني

الكاتب إدريس زوزاني

الاثنين، 27 ديسمبر 2010

"أهمية ودور السياسيين في بناء الدولة"

يحدث خلف كواليس الساحة السياسة الكثير من الغموض إضافة إلى العديد من الشبهات الخطيرة والتي من الممكن أن تؤدي إلى حدوث خلافات بين الأطراف المتصارعة وتفقد بالتالي لغة الحوار البناء فيما بينهم، وكما يظهر انعدام عنصر الثقة خاصة عندما يصر كل طرف على موقفه الجامد من المطالب السياسية حينها تبدأ المساومة على الصفقات والتوجيهات الحزبية الضيقة من اجل الحفاظ على مصداقية القرارات التي سوف تتخذ وعلى الأغلب تلك القرارات لا تصب في مصلحة المجتمع وسوف تعقد الكثير من الأمور في البلد..
قد تؤدي كثرة هذه التعقيدات والتحديات في أروقة السياسة إلى حرج الأنظمة الحاكمة، وتضع ساستها في مواقف محرجة جراء سوء تصرفاتهم نتيجة الغرور الذي يصيبهم في اغلب الأحيان، وهذا قد يخلق أجواء من التوتر داخل أنفسهم ويؤدي ذلك إلى تدهور عملية النهوض والتطور الاجتماعي التي سوف تؤثر سلبا على مسيرة البناء والتقدم الحضاري نحو مستقبل مشرق..
هذا وكما يوجد أيضا في أروقتها الكثير من الفرص الثمينة بأمكان تلك الأنظمة استغلالها والاستفادة منها عندما تحاول بجدية في تغيير الوضع وحل التعقيدات والتحديات بالتفاهم والحوار، وحين تحاول أن تكلل الفرص بالنجاح أثناء التعامل مع الواقع السياسي بالشكل الصحيح من حيث استخدام الطرق السليمة لمعالجة القضايا الشائكة والوسائل الدبلوماسية لحل الأزمات والمحن..
بالرغم من أن ميادين السياسة تشهد الكثير من الكوارث والانتكاسات الكبيرة والتي تكون نتائجها مدمرة، لذا يجب أن تتدارك هذه الأنظمة حجم وخطورة تلك الكوارث، وإيجاد حلول سريعة ومناسبة لها، أو طرق بديلة للتخلص من مخلفاتها، وبعكسها سوف يشعر الجميع بخيبة أمل جراء نتيجة عواقبها الوخيمة، ولن يكون حينها للمحاولات أي جدوى أو نفع ولا للفرص فائدة..
كما إن للعملية السياسية رجال عظماء لهم أدوار مشرفة في ساحاتها يتمتعون بقيم ومبادئ وطنية وقومية مميزة، يناضلون من اجل سلامة وضمان مستقبل شعوبهم والحفاظ على مكتسبات مجتمعهم بجد وإخلاص، والاهتمام بمواصلة مسيرة البناء الاجتماعي إلى الأمام، ومن هذا المنطلق لابد أن تتعامل الأنظمة السياسية مع بلدانها وشعوبها، كما هو الحال في بلدنا العراق..
هنا أريد الإشارة إلى مبادرتين مهمتين ودورهما الايجابي في منطقة الشرق الأوسط.
الأولى: مبادرة الرئيس مسعود البارزاني التاريخية، والتي تعتبر من أهم وابرز المحاولات التي أدت إلى إنقاذ العراق من أزمة سياسية خطيرة كادت إن تجر البلد إلى حافة الهاوية، لكن بفضل تلك المبادرة الجريئة استطاع الفرقاء السياسيين العراقيين أن يجتمعوا على طاولة المفاوضات تحت رعايته الكريمة ومن خلالها تم الاتفاق والتقارب في وجهات النظر بعد أن دام غياب تشكيل الحكومة لأكثر من سبعة اشهر متتالية، بعد إجراء عملية الانتخابات النيابية التي جرت في البلاد، وشهد المبادرة نجاحا كبيرا قل نظيره وحظيت بتأييد واسع على المستوى الداخلي كما لاقت ترحيبا كبيرا من قبل العالم الخارجي..
الثانية: مبادرة يوفال رابين ابن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ( اسحق رابين ) حين قام بمبادرة سياسية للتسوية كرد للمبادرة العربية للسلام، وتأتي مبادرته من اجل وضع حد للصراع الدائر بين الفلسطينيين والإسرائيليين على حد تعبيره وإقامة دولة فلسطينية على أساس حدود الرابع من حزيران في عام 1967 ومبادلة الأراضي على أساس واحد مقابل واحد، كما تنص المبادرة على نيل الاعتراف في هوية الدولتين الوطنيتين، والاعتراف بالقدس عاصمة للدولتين وهذا ضمن نتيجة مفاوضات بين الجانبين ومن غير شروط مسبقة حسب ما جاء في مبادرته، لكن بسبب المشاكل الداخلية في كلا الجانبين لم يرى المبادرة النور لهذه اللحظة..
هذه المبادرات المذكورة هي خير دليل على وجود سياسيين أقوياء قادرين على حل ألازمات في منطقة الشرق الأوسط، وعلى هذا الأساس يجب أن يتعامل السياسي الحقيقي مع القضايا الوطنية المهمة، لأنه صاحب القسم الأكبر من تحمل المسؤولية..
هناك جملة من العوامل تجعل الإنسان إن يذكر مثل هذه المواقف التي سوف يكتبها التاريخ على ورق من ذهب.

إدريس زوزاني
ألمانيا 27.12.2010

الأحد، 19 ديسمبر 2010

"تاثير الأنانية على شخصية الإنسان"

لكل إنسان طبيعة خاصة وصفات مميزة ومعروفة، ليس من السهل تفاديها أو الاستغناء عنها مهما تغيرت الظروف وظواهر الحياة ..
ومن أهم تلك السمات والخصائص هي الكرم والشهامة والشجاعة والجرأة وقوة الشخصية، هذه تعتبر من الصفات الراقية التي يتمتع الشخص بها بين أفراد المجتمع...
لكن العبرة في ذاتية الإنسان إذا كان أناني الطبع وضعيف النفس وذو مواقف متأرجحة وهذه الصفات لها تأثير كبير على شخصيته مهما كانت مكانته مرموقة ومرتبته عالية بين الناس...
أن مفهوم الأنانية بحد ذاته، آفة خطيرة تصيب الضعفاء ذوي النفوس الدنيئة الذين لا يفكرون إلا بأنفسهم، وهدفهم هو فعل المستحيل من اجل منفعتهم الخاصة ومصلحتهم الشخصية، إن هذه الصفات المذكورة حسب تقديري الشخصي هي نتيجة الغيرة العمياء التي يحملها الإنسان بداخله تجاه الآخرين وأغلب الظن يملك الشخص صفة الأنانية منذ طفولته وتمر في جميع مراحل حياته، وغالبا ما يكون سببها الأساسي هو سوء المعاملة وأسلوب التربية القاسية من قبل أفراد الأسرة معه، وهذا الأمر يؤدي إلى زيادة الحقد في نفسيته وتتطور الحالة لديه إلى حب التملك وتسيطر على مشاعره الإنسانية تجاه الآخرين...
هنا أود الإشارة في موضوعنا هذا إلى إنني بصدد الصفة الأنانية الشخصية التي تصيب الإنسان بشكل عام وتجعله مستغلا مشاعر الآخرين وسلب حقوقهم في جميع مجالات الحياة ولا ينحصر الموضوع في مجال محدود كما لا يشمل فئة أو شخص معين...
لكي لا أطيل في هذا الأمر، ولكون هذه الظاهرة موجودة داخل جميع المجتمعات والشعوب مهما كانت متحضرة ومتقدمة إلا إنها لا تخلو من هذه النماذج المارقة، كما هو الحال في مجتمعنا الكوردي ومن ضمنه المكون الأيزيدي حيث يوجد هنالك من يحمل مثل هذه الصفات السيئة بداخله والذي لا يمتلك الجرأة المطلوبة كي يصبح شخصا نافعا يواجه الحياة بكل ما تحمل من القيم الإنسانية، بل على عكس ذلك تماما حيث يملك شخصية ضعيفة مليئة بالحقد والأنانية بالإضافة إلى الشعور بالعجز الذاتي أثناء مقارنة نفسه مع الآخرين بقدراتهم وإمكانياتهم هذا من جهة، واثبات فشله نتيجة أفكاره المريضة من جهة أخرى، لذا يحاول بشتى الطرق والوسائل الوصول إلى تحقيق أهدافه المعنية بغض النظر عن نتيجة أضرار أفعاله الواطئة حتى لو كان ذلك على حساب غيره..
إن مثل هذه الأساليب الرخيصة التي يستخدمها هؤلاء الأشخاص تكشف حقيقة أمرهم المفضوح بين أفراد المجتمع كما تبين نوايا دورهم التخريبي في الكثير من الأمور المهمة التي تؤثر سلبا على المصلحة العامة، وان دل هذا على شيء إنما يدل على حقيقة جهلهم لان مثل هذه الأمور تعتبر عبثا بحقوق الآخرين وعجزا في الاعتماد على أنفسهم من اجل تكوين شخصية متزنة ومستقلة...
هذا ويفترض على هؤلاء الأشخاص مراجعة أنفسهم وتصرفاتهم وتجنب الأخطاء التي يقترفونها جراء أنانيتهم، والابتعاد عن سمات قد تؤثر على شخصيتهم سلبا منها:
الغيرة، وسلب حقوق الآخرين ومراعاة شعورهم والتركيز على استقلالية شخصيتهم والاعتماد على الميزات الايجابية فيها وجعل مسيرة الحياة تأخذ مجراها الطبيعي، وما أروع الإنسان حين أن يعيش حرا كريما.
إدريس زوزاني
ألمانيا 19.12.2010

السبت، 20 نوفمبر 2010

"أسباب تشتت المجتمعات"


"أسباب تشتت المجتمعات"

لا يوجد هناك مجتمع حضاري متكامل وخال من العيوب ونواقص الحياة في جميع أنحاء العالم، حيث أن جميع المجتمعات المتقدمة عانت ولاتزال تعاني من مشاكل كثيرة وعاهات خطيرة كما أنها تشكو من ظواهر غريبة في صفوفها لكن بدرجات متفاوتة اعتمادا على المجتمع نفسه فكل مجتمع يختلف عن الأخر من حيث الفهم الثقافي والوعي الأخلاقي، لكن في النهاية تلتقي أو بالأحرى تتفق تلك المجتمعات مع بعضها في نقطة مشتركة وفي عدد من الجوانب الأساسية المهمة منها الجانب السلبي في مرحلة حياة شعوبها سواء كان على مستوى وضعهم الاجتماعي أو السياسي أو غير ذلك، ويؤثر هذا الجانب سلبا على تركيبة سكان كافة المجتمعات بما في ذلك أصالة محيطهم التاريخي من حيث الشكل والجوهر وخاصة عندما يبرز فيها وجها أخر غير الذي كان مرجوا أو متوقعا أو صيغة غير التي كانت متوقعة لاستمرار مسيرة الحياة لأفرادها ، لكن حينما تتعرض تلك المجتمعات إلى التفكك والتشتت في صفوفها لابد أن تكون هنالك أسباب تجعلها تشعر بوجود بعض السلبيات أدت إلى حصول بعض الأخطاء والثغرات من خلالها، لأن في بداية كل شرخ صغير بين المجتمعات تظهر سلبياته وتبدأ بالانحراف عن العادات والتقاليد الاجتماعية وهذه الظاهرة لها تأثيرها الفعال على المجتمع بأكمله، لهذا يجب أن تتم السيطرة عليها بطرق مناسبة لكونها أفعال ذاتية يحاول من خلالها فئة قليلة من أفراد المجتمع القيام بنشر وتعميم مضمونها على الجميع، والهدف منها تشويه وتشهير سمعة الآخرين بغض النظر عن مخلفات سلبياتهم على جميع أفراد المجتمع، والعامل المسبب لهذه السلبيات هو عدم قدرة وتمكن تلك الفئة من التكيف مع والواقع الحقيقي لمجتمعاتهم وهذا ما يؤدي إلى تشتت الشعوب عن بعضها.
كما يوجد جانب ايجابي تتفاخر به شعوب العالم وهذا الجانب هو المحرك الأساسي الذي تستطيع الشعوب من خلاله تكوين مجتمعات متحضرة ومتقدمة، وهو الوسيلة الصحيحة لتحقيق نجاحهم كما يعطي هذا الجانب حيزا مهما وضمانا أساسيا في حياة كافة الشعوب وخاصة عندما يتعلق الأمر بعاداتهم وتقاليدهم الاجتماعية التي يتباهى بها أبنائها في الحاضر كما تستفاد منها الأجيال في المستقبل، هناك عوامل كثيرة تساعد على تغيير إرادة الشعوب نحو الأفضل وتجعلها تمضي بالحياة نحو مسيرة التقدم والازدهار الاجتماعي من خلال تشخيص إيجابياتها، وأهم هذه العوامل هي توطيد العلاقات الاجتماعية وتوثيق الروابط المشتركة في ما بينها من خلال تحسين البنية الأساسية لترسيخ الأمن والاستقرار داخل صفوف المجتمع.
ومجمل هذه العوامل تأتي ضمن سياق الخصوصية الشخصية التي يمتلكها الفرد حسب المفهوم الاجتماعي المعمول به في إطار البيئة الاجتماعية التي يعيشها وهذه الميزة تاريخية يورثها الأبناء عن الأجداد منذ نشأتهم ويمر ذلك في جميع مراحل حياتهم بما في ذلك الوعي الثقافي والسلوك التربوي لتلك المجتمعات مركزين في ذلك على أهمية ودور العائلة والمشاركة الاجتماعية .
كما هو الحال في الوقت الحاضر داخل مجتمعنا العراقي ومنه الكوردستاني بكافة شرائحه حيث يضم في طياته كافة جوانب الحياة منه الجانب الايجابي كما يوجد السلبي لكن هذا لا يعني بان يستمر الحال على ما هو عليه وان تسير الأمور نحو الأسوأ لان عواقبه وخيمة وسوف تؤثر على الأجيال القادمة.
لذا يجب على الجميع تحمل مسؤولياتهم الاجتماعية تجاه مجتمعهم لكي تستمر الحياة نحو الأفضل لأن الزمن يمضي بسرعة ومسيرة الحياة سوف لن تتوقف والوقت كفيل بذلك ولن يرحم التاريخ احد.
إدريس زوزاني
ألمانيا 20.11.2010

الخميس، 21 أكتوبر 2010

"المؤتمر الثالث عشر للحزب الديمقراطي وطموح شعب كوردستان"

أيام قليلة تفصلنا عن موعد انعقاد المؤتمر الثالث عشر للحزب الديمقراطي الكوردستاني هذا الحزب العريق الذي يقع على عاتقه القسم الأكبر من مسؤولية مراعاة المجتمع الكوردستاني وهمومه وحماية مكتسباته القومية لكونه مصدر أساسي من مصادر الأمن والاستقرار في الإقليم لهذا تترقب العيون وتلوح بوادر الآمل حول تشكيلة قيادته الجديدة حيث يتأمل الكثيرون من أفراد المجتمع الكوردستاني بان تتحرك القيادة الجديدة باتجاه الأهداف القومية الثابتة والبرامج المستقبلية المرسومة والمخططة لها في منهاجه السياسي...

إن تحول الحزب من فترة نضاله الثوري إلى إدارة شؤون المجتمع وتسلم زمام السلطة لم يأتي من فراغ بل هو نتيجة سياسة فاعلة وقيادة حكيمة وحصيلة تضحيات كثيرة واِن دل هذا على شي فهو يدل على انه يتمتع بشعبية عالية ويمتلك قاعدة جماهيرية واسعة، لذا فمن حق هذه القاعدة الجماهيرية إن تختار قيادة جديدة قادرة على صنع القرار اللازم وفي الوقت المناسب كما يجب عليها تحمل مسؤولية حماية المكتسبات القومية والأساسية والاستمرار في نهجها الاستراتيجي ونضالها التاريخي المشرف كما كان في الماضي ولكن بطرق علمية وحضارية حديثة ومتطورة من اَجل تحقيق أهداف سياسية جديدة مبنية على أسس متينة...
إن القرارات التي سوف تتخذ في هذا المؤتمر ستكون بالتأكيد قرارات مهمة ومصيرية كما إنها ستحول الحياة السياسية للحزب من مرحلة نضال ثوري وبطولي فذ افتخرت بها جماهير وشعب كوردستان إلى مرحلة أخرى وبأسلوب جديد اَقرب ما يكون باتجاه سياسة التمدن والتقدم الحضاري فعلى الصعيد الداخلي اطمئنان المجتمع الكوردستاني من خلال رسم خارطته السياسية الجديد التي هي ضمان لمستقبل أجياله القادمة، هذا من جهة ومن جهة أخرى إيجاد أرضية مناسبة لبناء أفضل العلاقات مع العالم الخارجي وعلى كافة الأصعدة لكي يبرهن للعالم مدى اِيجابية قراراته وإظهار مستواه السياسي ودوره الفعال في إمكانية قدراته الإدارية لشؤونه في جميع المجالات...



لكن هنا يبقى السؤال الذي يطرح نفسه؟ 

ما نوع التغير الذي يجب أن يكون في حال تم إجراء تغيرات في صفوف قيادة هذا الحزب وهذا الأمر لابد أن يحصل لاَن الحزب الديمقراطي الكردستاني حاله كحال كل الأحزاب المناضلة في العالم بحاجة ماسة إلى إجراء تغيرات كبيرة وإظهار كوادر جديدة تتمتع بصفات قيادية جيدة في صفوفه ويجب إن يشمل التغير مختلف شرائح المجتمع الكوردستاني لكي تكتمل الصورة الحقيقة لقيادة عملاقة تتمكن من ضم الجماهير إلى صفوفها مع التأكيد التام على أهمية التركيز على قدرات وشعبية الشخص القيادي الذي سوف يترتب عليه مسؤولية مجمل القضايا المصيرية التي تتعلق بمستقبل شعب كوردستان ومن أهم تلك القضايا:.

1. قضية المناطق المتنازع عليها وكيفية استرجاعها إلى أحضان الإقليم والاهتمام بها بشكل مباشر من اجل معالجة المشاكل التي يواجهها أهالي تلك المناطق وإنهاء معاناتهم، علما أن إعادة تحديد الحدود الجغرافية لتلك المناطق بهويتها القومية هي مسؤولية تاريخية كبيرة تقع على عاتق الحزب طالما هو طرف رئيسي كبير في كوردستان.
2. الدعم الغير محدود للهيئة التعليمية وطلبة المدارس بجميع مراحلها العلمية ومساندة الطبقة المثقفة بكافة شرائحها وفسح المجال أمام أصحاب الشهادات العليا للانخراط في الحياة السياسية ضمن صفوف الحزب ومن أوسع أبوابه.
3. إيجاد أرضية سياسية مناسبة لبناء وتطوير علاقات الحزب مع بقية الأطراف السياسية الكوردستانية وكيفية التعامل معها في سياق العمل المشترك لحماية المكتسبات القومية لشعب كوردستان، كما يجب عليه أن يبادر إلى توسيع وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني وتقديم الدعم المعنوي للمنظمات الجماهيرية.
4. تطوير العلاقات مع الأحزاب والأطراف السياسية العراقية التي تتعامل مع الواقع السياسي في البلد وخاصة تلك التي تؤمن بنضال شعب كوردستان وحقوقه الوطنية المشروعة، كذلك الأحزاب التي لا تقف ضد الإنجازات القومية الكبيرة التي تحققت بفضل تضحيات أبناء شعب كوردستان.
5. تثبيت الحقوق السياسية للمرأة الكوردية وتطبيق أفضل الآليات لإزالة الفرق بينها وبين الرجل في ميادين العمل السياسي وتنفيذها على ارض الواقع لتتمكن من لعب دورها الصحيح في بناء المجتمع وتقدمه الحضاري.
لذا يجب على الحزب أن يعتمد على الكفاءات السياسية والثقافية لاختيار قيادة جديدة متمكنة قادرة على تلبية كافة متطلبات شعب كوردستان وطموحاته المستقبلية والحفاظ على الإنجازات والمكتسبات القومية من خلال مؤتمره الثالث عشر.


إدريس زوزاني
ألمانيا 21.10.2010

الأحد، 26 سبتمبر 2010

"محاولات إبعاد الأيزيديين عن قوميتهم الكوردية"

1.     المجتمع الأيزيدي وانتمائه القومي. إن الشيء الذي دفعني لكتابة موضوع كهذا هو عدم مراعاة الحكومة الاتحادية لمشاعر وأحاسيس المكون الأيزيدي عندما قامت وزارة التخطيط في الحكومة المذكورة بمحاولة فصلهم عن قوميتهم استجابة لمطالب بعض الأشخاص أو الجهات الأيزيدية التي تنكر قوميتها وتتباهى بقومية غيرها والتي تطمح برجوع الدكتاتورية إلى العراق من اجل إرضاء أسيادهم الذين يمولونهم شخصيا وبأرخص الأثمان على حساب قوميتهم العريقة التي تستحق كل التقدير والاعتزاز بعيدا عن محاولاتهم اليائسة ومهاتراتهم السياسية الخبيثة والعبث بمشاعر مجتمع نال الكثير من الأوجاع على مر السنيين جراء حكم اعنف الأنظمة الدكتاتورية...
إن نتيجة هذه المحاولات من قبل هؤلاء الأشخاص تعتبر حماقة يرتكبونها بحق أنفسهم أولا ثم بحق قوميتهم، لأن تزييف الحقائق التاريخية وتجاهلها هو مخطط سياسي خطير تقف ورائه جهات عنصرية وشوفينية هدفها إشاعة الكراهية ونشر لغة التفرقة والطائفية بين أفراد المجتمع العراقي، هنا يعلم الجميع بان المكون الأيزيدي هو جذور الأمة الكوردية وأصالة قوميتها وأي محاولة بائسة لإبعاد هذا المكون عن قوميته تعتبر بمثابة إزالة وجوده من الأساس من بين أطياف المجتمع العراقي بشكل عام...
هذا وبالتأكيد بعد الانتهاء من إجراء عملية التعداد السكاني في شهر تشرين الثاني القادم سوف يثبت لهؤلاء كما ثبت لهم ولغيرهم أثناء ظهور نتائج انتخابات البرلمان في شهر آذار الماضي الحجم الطبيعي لهذه الشريحة المهمة من المجتمع الكوردستاني وماهية قوميتها، علما أن هنالك سبعة مقاعد برلمانية حصل عليها مرشحي هذه الشريحة من حيث التمثيل السياسي ضمن قائمة التحالف الكوردستاني في الوقت الذي لا يمتلك غيرهم من المكونات هذا العدد من البرلمانيين...
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا تتمتع تلك المكونات بكامل حقوقها السياسية والقومية ولا توجد محاولات من هذا النوع ضدهم؟
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى الكثافة السكانية حيث قد يتغلب المكون الأيزيدي على غيره من المكونات أو الأقليات إذا ما قارنا ذلك حسب حجم كل شريحة من شرائح المجتمع.. .
إما إذا كان المكون الأيزيدي في نظر وزارة التخطيط يعتبر من المكونات أو بالأحرى الأقليات العرقية فيجب عليها إن تتعامل معه عن طريق المراجع التي يتمسك بها هذا المكون لكي تتأكد من تلك المراجع و من الجهة التي ينتمي إليها وما هي قوميته الأساسية...
وبتقديري تكتمل هنا الأصوليات والرسميات وليس الاتكال على رغبات بعض الأشخاص المأجورين الذين يسعون إلى إجهاض الحقوق القومية لهذا المكون واللذين ليس لديهم أي خبرة في شؤونه.
2.     الاهتمام بالمناطق الأيزيدية المستقطعة من الإقليم. هنالك أسئلة عديدة من المفروض أن نتوقف عندها ونوجهها مباشرة إلى حكومة إقليم كوردستان باعتبارها المعنية وصاحبة القرار في هذا الموضوع المعقد والخطير ولكونها الجهة الوحيدة التي تستطيع الإجابة على هذه الأسئلة وماذا سيكون مصير هذه المناطق مستقبلا؟
لذا نسأل أولا ماذا لو طال أمد الاتفاق بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كوردستان حول المادة الدستورية 140والتي تتعلق بالمناطق المستقطعة عن الإقليم؟
أو ماذا لو لم يتم الاتفاق أصلا على هذه المادة من الدستور الذي صوت عليه أغلبية الشعب العراقي في حينه؟
يا ترى هل ستبقى المناطق الأيزيدية التي تقع ضمن حدود المادة المذكورة تحت رحمة الانتظار الطويل متأملين في تنفيذ بنودها بين الطرفين كي تتحسن ظروفهم المعيشية وينالوا ابسط الحقوق المشروعة ألا وهي العيش الكريم كباقي أفراد المجتمع العراقي؟ على اقل تقدير والاهتمام بمناطقهم من حيث المشاريع الحيوية والتنموية وتوفير خدمات المياه والصرف الصحي ومعالجة بقية مشاكلهم وعودة الأمن والاستقرار إلى مناطقهم، لكي لا تبقى تلك المناطق تحترق في نار الاتفاقيات الرسمية بين الجانبين ...
كما نسأل أيضا، ألا تستحق هذه المناطق الاهتمام بها من قبل حكومة الإقليم وخاصة من الناحية الإنسانية كونهم مواطنين أكراد وعدم الانتظار على نتيجة الاتفاقيات بينها وبين الحكومة الاتحادية وتجنب الاتكال والاعتماد على تنفيذ الوعود الفارغة للاهتمام بمناطقهم؟ أليس من الأفضل الاستفادة من فارق الوقت لتهيئة أجواء ملائمة وكسب ثقة الناس من خلال توفير الخدمات اللازمة في تلك المناطق تحسبا لإجراء عملية الاستفتاء مستقبلا؟ ثم ماذا تتأمل أهالي تلك المناطق غير الاعتناء بمناطقهم وعدم إهمالهم من قبل حكومة الإقليم ومساعدتهم لبناء مجتمع مزدهر يتمتع بحقوق شرعية أسوة بباقي أفراد المجتمع الكوردستاني؟
حسب اعتقادي الشخصي إن عودة تلك المناطق مسألة وقت لا أكثر على حكومة الإقليم اخذ ذلك بنظر الاعتبار.
3.     دور حكومة الإقليم في المناطق المستقطعة. لا يوجد هناك مجتمع كامل خال من النواقص ومشاكل الحياة، كما أنه لا توجد في أي بلد في العالم حكومة مكتملة تراعي جميع متطلبات المواطنين وتعتني بهم بالشكل المرضي والطريقة المطلوبة كما هو الحال في مجتمعنا الكوردي بكل أطيافه.
لكن هذا لا يعني بان تتجاهل حكومة إقليم كوردستان مجتمعا ينتظر منها الاعتناء به عندما يكون العيش داخل صراع دائر في المناطق المتنازع عليها وفي ظل انعدام الأمن والاستقرار وقلة الخدمات التي يعانون منها في مناطقهم وخاصة العيون تترقب مساهمة حكومة الإقليم في إعادة مناطقهم التي تغيرت ديمغرافيتها من قبل النظام السابق إلى وضعها الطبيعي كما كان .
لابد أن تستفيد حكومة الإقليم من أخطاء الحكومات الماضية وأن تتعامل مع تلك المناطق بايجابية أكثر لاستجابة متطلباتهم وأن تكون مرنة في معالجة معوقاتهم لكي يتمكن المجتمع من الخروج من عزلته السياسية والاجتماعية الناجمة من الظروف المعيشية الصعبة نتيجة فراغ الخدمات وانعدام الأمن والاستقرار ولسد الطريق على الذين يتاجرون بمستقبل المجتمع الأيزيدي ويحاولون إبعاده عن قوميته لصالح جهات معادية.
إدريس زوزاني
ألمانيا/ 26/09/2010

الاثنين، 13 سبتمبر 2010

حوار مع الكاتب حول موضوع/ "غزوة الأيزيدية السياسية "


حوار مع الكاتب حول موضوع
"غزوة الأيزيدية السياسية "

اشكر بحزانى نت على توجيهها بعض الأسئلة الى الكتاب الأيزيديين حول مقال السيد صلاح بدر الدين غزوة " الأيزيدية السياسية " ودعوتنا الى ذلك.
أتمنى أن أوافق بالإجابة على أسئلتهم.
في بداية الأمر أريد الإشارة إلى أمر هام ألا وهو إثارة موضوع انتساب القومية للمجتمع الأيزيدي وتكراره في مناسبات عدة من قبل البعض وما يرددونه دوما دون وجه حق.
عليه نقول يجب على أبناء المجتمع الأيزيدي ان لا يستهانوا بهذه الأمور ولا يعطوا للآخرين الحق التلاعب بمصير انتساب قوميتهم، لأن هؤلاء من الأساس غير معنيين بذلك، وليس من المنطق أن يتحدثوا بين مناسبة وأخرى بمواضيع خطيرة كهذه، كما انه ليس من الضروري ان يبرهن للأخرين إثبات قوميتهم لأن جميع القوميات لديها الثوابت والأسس التاريخية التي لا يجوز المساس بها، كما هو الحال في المجتمع الأيزيدي.
كما لا يحق لأحد أن يسلب الصفة التاريخية لأي مجتمع اخر أو يشكك في انتمائه القومي، هذا من جانب ومن جانب أخر حرية الرأي والتعبير من حق الفرد أينما كان، ولا يجوز تجريده من هذا الحق بأي شكل من الأشكال، لكن يجب أن يمارس هذا الحق في إطار الحدود المسموح به بعيدا عن إثارة الفتن داخل المجتمعات وعدم التطرق إلى المواضيع التي تسيء للمصلحة العامة وعلى الجميع الالتزام بأصول الكتابة والتمتع بحق النقد البناء والتخلي عن نهج التجريح أو المساس بخصوصيات الآخرين.
هنا سأحاول هنا قدر الإمكان الإجابة على أسئلة موقع بحزانى نت وبالشكل التالي:
تتكرر إثارة موضوع انتماء المجتمع الأيزيدي الى القومية الكوردية من عدمها في مناسبات عديدة من قبل البعض دون الاعتماد على الحقائق التاريخية والاستناد الى المصادر القانونية كثيرا ويعتبر هذه الأمر ظلما وإجحافا يرتكب بحق هذه الشريحة من ما يرددونها غير وجه حق...
لذا على أبناء هذا المجتمع الدفاع عن أصالة وعراقة قوميتهم وعدم السماح للآخرين بتوجيه التهم إليهم جزافا عن حقائق تاريخية ثابتة كما حثهم مراجعة المصادر العلمية للاستفادة من الأدلة الدامغة بهذا الشأن في حال تشكيكهم في الأمر هذا من جهة ومن جهة أخرى ليس من المنطق أن يطلق الآخرين التهم الباطلة بحق هذا المجتمع لأنهم غير معنيين بذلك أساسا، وعليهم التحدث بما يعنيهم وعدم الافتراء على مصير الشعوب حسب آرائهم المتواضعة لان تاريخ المجتمعات القومية مثبتة بالبراهين لا يجوز المساس بها كما هو حال مجتمعنا الأيزيدي...
يعتبر التشهير في الانتماءات القومية للمجتمعات استهانة كبيرة توجه لأبنائهم ومحاولة لسلب حريتهم وإرادتهم، ولا يحق لأحد تجريد المجتمعات من حقوقهم القومية أو التشكيك فيها على الإطلاق أو حتى التحدث عنها دون الأطر والحدود المسموح به وعكسها يعتبر الأمر تدخلا في شؤونهم...
لذا يجب عدم إثارة الفتن داخل المجتمعات وعدم التطرق إلى مواضيع لا تخدم المصالح المشتركة بينها والالتزام بأصول الكتابة والتوجه نحو النقد البناء والابتعاد عن نهج التجريح أو المساس بخصوصيات الآخرين. لذا سأحاول هنا قدر الإمكان الإجابة على أسئلة موقع بحزانى نت حول هذا الموضوع وبالشكل التالي:
السؤال الأول ـ هل فعلا بات الأيزيدييون يشكلون بخطابهم الراهن "خطرا غزواتيا" على كوردستان وأمنها القومي ووحدتها؟
الخطاب الأيزيدي الراهن هو خطاب تقليدي ناتج عن حرية التعبير الذي يتمتع بها جميع أفراد المجتمع الكوردستاني لطرح الأفكار والآراء والمطالبة بحقوقهم المشروعة داخل المجتمع ولا يوجد ما هو مناف لأصول الكتابة في خطابهم طالما لم تخرج عن السياق المعمول به في الإقليم، بالتأكيد كلما يوجد ثغرات في صفوف المجتمع سوف يكون هنالك من مطالب بمعالجتها والجميع يريد معالجته بالطريقة الملائمة ولا يعني هذا الخروج من تركيبة المجتمع وأصبح من ينتقد أفكار غيره معارضا للسلطة أو البلد...
إن ما جاء في مقال السيد صلاح بدرالدين والذي يعتبر بان الخلاف والتباين في الآراء بمثابة غزو فكري على كوردستان. اعتقد بأن زمن الغزوات قد ولى ودخل العالم مرحلة جديدة في حياته حيث عصر العولمة والتقدم الفكري بعيدا عن لغة الغزوات والفتوحات، لذا لا اعلم كيف أوقع كاتبنا الكبير نفسه في مثل هذا الموقف المحرج رغم يقينه مواجهة الانتقادات الشديدة من المثقفين الأيزيديين حول هذا الموضوع الذي يفتقر المصداقية من حيث الأدلة التاريخية ولعدم مراعاة شعور مجتمعهم في هذه المرحلة...
لاشك بان هذه المواقف يقلل من شان كاتب كبير بحجم السيد صلاح بدرالدين وعليه مراجعة موقفه من هذا الموضوع الغير موفق والذي أثارة غضب الكثير من أبناء المجتمع الأيزيدي.
السؤال الثاني ـ هل الخطاب الأيزيدي المنقود حاليا هو بالفعل خطاب ديني أصولي وطائفي، كما يُتهم، أم أنه خطاب كوردستاني يبحث عن موطئ قدمٍ له في كوردستان المواطنة؟
كما هو معلوم بأن الديانة الأيزيدية غير تبشيرية ولا تؤمن بالطائفية والأصولية وان فكر الكاتب عكس ذلك لابد أن لا يمتلك المعلومات الكافية حوله أو لم يخالطهم عن قرب وكما معلوم عنه رجل سياسي ولديه العلاقات مع الكثير من أبناء هذا المجتمع عليه أن يعلم بذلك لذا كان عليه تدارك خطورة عنوان موضوعه بالرغم من الاختلاف الكبير بين العنوان والمضمون في المقال...
كان على الكاتب أن يكون أكثر صبرا وتحملا أثناء تلقيه النقد على الموضوع والاختلاف في الرؤى أمر طبيعي يجب تقبله برحابة صدر وعدم تعظيمها من اجل تجنب حدوث ضجة إعلامية في هذا التوقيت ولعدة أسباب.
أولا- الحزب الديمقراطي الكوردستاني على مشارف انعقاد مؤتمره الثالث عشر ولابد أن ترشح شخصيات أيزيدية نفسها للانضمام الى قيادته لكون غالبية مناطقهم تقع ضمن الحدود الإدارية لهذا الحزب .
ثانيا- هناك تحضيرات لإجراء إحصاء سكاني عام في العراق ثم الاستفتاء لتحديد مصير المناطق المستقطعة عن الإقليم والتي تقع ضمنها غالبية مناطق المجتمع الأيزيدي.
ثالثا- المشاكل العالقة بين الإقليم وحكومة المركز والظروف الأمنية الصعبة لها تأثير كبير على أبناء هذا المجتمع في المناطق المستقطعة عن الإقليم.
في كوردستان يعيش شرائح مختلفة من المجتمع متساوي بالحقوق والواجبات ولا يحتاج الى خطاب سياسيي تتعارض برنامجها الاجتماعي كما لا يحتاج الى آراء وأفكار جديدة تهدد أمنها مهما كانت أهدافها وأبعادها والخطاب الأيزيدي كباقي أفراد المجتمع يتناسب مع الواقع الحالي ولا يحتاج الى خطابات لتثبيت قوميته.
السؤال الثالث ـ هل تعتبر الأصوات الفكرية، التي تنتقد المسار الكوردستاني الرسمي، بقوة، حقيقةً أصواتا معادية لكوردستان، أم أنها أصوات معارضة تطالب بالتغيير؟
لا يوجد داخل المجتمع الأيزيدي في إقليم كوردستان أصوات تنتقد المسار الرسمي الكوردستاني إنما هناك من يطالب بحقوقه كمواطن لا أكثر وهذا حق شرعي ومعمول به في الإقليم بين جميع فئات المجتمع.
المطالبة بالمساواة والعدل وتعميم الحرية والديمقراطية من حق الجميع كما هو الحال مع المجتمع الأيزيدي وكذلك يجب أن يطبق القانون على الجميع في الإقليم سواء كان أيزيدي أو غيره وفي جميع مناطق كوردستان.
ما الضير في مطالبة المجتمعات حقوقها المشروعة في حال عدم معاداتها حكومة كوردستان ومسارها الرسمي كما يراها البعض ولا يوجد بين الأيزيديين من هم في خانة المعارضة أو أصواتا تطالب تغيير الحكم في الإقليم، كل ما في الأمر هو مطالبة تحسين المستوى ألمعاشي للمواطنين في المناطق المستقطعة عن الإقليم وهذا أمر طبيعي وحق مشروع.
أما عن ما تكتبه الطبقة المثقفة على الوضع العام في الإقليم لا يوجد هناك كتاب أيزيديين خرجوا عن السياق الأدبي، ما عدا البعض الذي أكن لهم كل الاحترام ولمواضيعهم الفوقية والتحتية الذي يميل إلى المسار الحاد نوعا ما في بعض الأحيان، لكنها لا تقدم من الموضوع شيء ولا تؤخر، هذا لأنهم يعلمون أكثر من غيرهم لو كان هناك اضطهاد من قبل المسار الكوردستاني الرسمي على الأيزيديين في الإقليم لما كانوا هم دون غيرهم من الكتاب الأيزيديين مدعوين من قبل اتحاد أدباء كوردستان ـ فرع دهوك بدعوة رسمية لكنهم كتاب كوردستانيين لهم الحرية في كتابة ما يرونها مناسبا طالما ليس هناك تجريح للآخرين.
السؤال الرابع ـ هل تعتقد فعلا بوجود أصولية دينية أيزيدية متنامية في الوسط الأيزيدي كما يصورها البعض؟
لا يوجد هناك أصولية دينية أيزيدية متنامية ومن يفكر بهذه الطريقة أو يراه في هذا المنظور يتجاهل الحقائق التاريخية، يوجد هناك فئات متحفظة داخل جميع المجتمعات في كوردستاني لكن هذا لا يدل على أن هناك خلايا أصولية متنامية قد تشكل خطر على الأمن والاستقرار في الإقليم.
إدريس زوزاني
ألمانيا/13/09/2010

الثلاثاء، 6 يوليو 2010

"أهمية مشاركة المثقف الأيزيدي في المجال السياسي"

يدور الحديث بين الحين والأخرى حول عدم إمكانية المثقفين الأيزيديين العاملين تحت خيمة الأحزاب الكوردية بالشكل الفعال والمرضي، كذلك عن مشاركتهم الضعيفة وربما المعدومة في إيصال هموم الشارع الأيزيدي إلى الجهات العليا صاحبة القرار السياسي في الإقليم هذا بالإضافة إلى عدم قدراتهم المشاركة في القرار السياسي الذي هو من واجبهم طالما هم جزء منه لا بل إنهم غائبون عن مركز القرار بشكل ملحوظ لسبب أو لأخر حسب رأي بعض المهتمين والمراقبين بالشأن الأيزيدي وعلى اقل تقدير في تلك القرارات التي تتعلق بهم كمجتمع كما بتمثيلهم التاريخي وموقعهم الجغرافي ...
في الحقيقة إن ما جعلني اكتب حول هذا الموضوع هو العديد من الأسباب المهمة منها تلك التي أثارت انتباهي من خلال طبيعة عملي السياسي وحسب السياق العام وانسجام تعاملي مع غالبية المسؤولين السياسيين العاملين في السلك الحكومي والإداري وبأصناف عديدة كما في التنظيم الحزبي وعلى أعلى المستويات من المسؤولية وخاصة الذين انخرطوا في سياسة الحزبين الكبيرين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني في الإقليم ولكون الموضوع يتعلق بهذين الحزبين أريد الميل للتحدث أو الكتابة عن دور الكوادر والمثقفين الأيزيديين الذين مارسوا و ما زالوا يمارسون عملهم السياسي تحت مظلة هذه الأحزاب وفي أكثر من جانب وعلى الشكل التالي:
أولا / كيفية تعاملهم مع الواقع السياسي في المنطقة.
إن العمل مع الأحزاب أو التنظيمات السياسية في جميع أنحاء العالم هو عمل طوعي حر يأتي حسب رغبة الأفراد من خلال أفكارهم وميولهم السياسية كما الأشخاص الذين يرغبون العمل مع الواقع السياسي الذي يعيشونه محاولين من خلال عملهم تقوية وتفعيل ميادين عمل تلك التنظيمات أو الأحزاب المنتمين إليها في مجال نشاطها السياسي.
لكن أقولها وبكل أسف لا توجد هذه السمات أو الصفات السياسية بين أفراد مجتمعنا الأيزيدي لسبب معين وهو عدم قدرتهم استيعاب المعنى الحقيقي أو مضمون منهجية وسلوك تلك التنظيمات من حيث المبدأ وتجاهل الآلية المعمول بها في الأروقة السياسية إضافة إلى ضعف تملكهم الشجاعة الأدبية الكافية لمواجهة الصعوبات أثناء تأدية واجباتهم في الوقت المناسب كغيرهم من الساسة وهذا ما أدى إلى تراجع وتدني مستوى المسؤولية لدى بعض المثقفين الأيزيديين كما قلل من حجم الثقة الممنوحة إليهم والتي كانت تفرض أن يكونوا هم أهلا لها أكثر من غيرهم من المثقفين والسياسيين.
ثانيا / إمكانية تحملهم حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم.
إن من يملك الرغبة للوصول إلى أهدافه المرجوة يجب عليه إن يرسم لنفسه خطة محمية بأفكار سليمة ومبنية على أسس محكمة وأرضية ملائمة خالية من الصعوبات، كما يجب عليه إن يضع جميع الاحتمالات نصب أعينه طالما يرغب بالانخراط في العملية السياسية ويحاول الاستفادة من الفرص المناسبة لإيجاد أفضل الطرق ليكون قادرا على إرضاء مجتمعه وأن يتحمل المسؤولية الأخلاقية تجاه جميع القضايا التي يعاني منها هذا المجتمع بعيدا عن التمسك برغباته الشخصية وتملك حب الظهور الذي هو مشكلة أغلبية المسؤولين في المجتمعات الشرقية والذي يعاني منه المثقفون الأيزيديون أيضا كونهم يمثلون شريحة مهمة في المجتمع الكوردستاني والاهم من كل هذا عليهم إن يكونوا جريئين في مواقفهم وأن لا يكونوا منصاعين لأوامر من هم دون المستوى منهم وكل هذا يجب أن يكون وفق الأسس والمعايير المعمول بها ضمن تلك التنظيمات التي يعمل معها ويدافع من اجلها.
ثالثا / طريقة انخراطهم في المجتمع وماهية الوسائل.
في الماضي القريب كان الانخراط في الحياة السياسية في مجتمعنا أمرا مشرفا من حيث الحس القومي لدى كل شخص وطني بل كان يتمنى أن يشارك هموم مجتمعه في أصعب الأوقات شدة وضراوة وكانت المشاركة للبعض الأخر عمل اضطراري عليه حماية نفسه من خطورة الأذى على روحه من قبل السلطات الحاكمة في حينها ولهذا كان يلتحق بطرف سياسي لحماية نفسه وجعل حياته في أمان ويستقر مع جهة سياسية معينة وخاصة مع الأحزاب الكوردية آنذاك وفي هذه الأثناء وبحكم علاقة الشخص بالجهة أو التنظيم الذي يعمل لصالحه عليه الانخراط ومشاركة مجتمعه الهموم ويستمع آرائه في جميع الجوانب سياسة كانت أو ثقافية واجتماعية كي يتمكن من مواصلة مسيرته بتفاني وإخلاص و خوض نضاله بنجاح إضافة إلى جدية مشاركته في المحافل الرسمية لهذه الشريحة وفعالية التركيز في توفير الثقة داخل نفسه لأن الوضع العام في المنطقة يحتاج إلى الكثير من الحذر والتنبيه خاصة في المسائل المصيرية التي تتعلق بأي مجتمع كان كما هو حال مجتمعنا...
هنا يأتي دور المثقفين الأيزيديين داخل المجتمع الكوردستاني حيث إن البعض منهم يعملون ضمن التنظيمات السياسية على أساس الخوف وعدم الثقة بالنفس لذا يتعاملون مع الواقع بعفوية وعلى حساب الآخرين داخل حزبهم وحين تظهر العيوب في مواقفهم السلبية التي يواجهونها بين أفراد مجتمعهم في كل خطوة فاشلة يخطونها في عملهم وبدلا أن يتراجعوا عن ذلك الموقف الذي يسلكونه من غير وعي وإدراك يجلبون الأعذار والمبررات لحفظ ماء وجوههم وحينها يطبق عليهم المثل الذي يقول (العذر أقبح من الذنب)...
بينما هنالك العديد من الكوادر السياسية والثقافية في مجتمعنا الأيزيدي لديهم القدرة الكافية على تحمل جميع المسؤوليات بأفضل شكل وأداء واجباتهم بأحسن صورة لأنهم لا يخشون شيئا إلا الحقيقة في تعاملهم مع أفراد مجتمعهم وان ظهور تفوقهم هو سر نجاح عملهم داخل تنظيماتهم من غير الاعتماد على كفاءات غيرهم من الكوادر الأخرى وليس على حساب العلاقات الشخصية والمحسوبية المخجلة، بل لديهم القدرة الكافية لقيادة مجتمعهم إلى بر الأمان في كل الأوقات وفي جميع المحافل.
لذا نقول يجب على جميع الكوادر من أبناء مجتمعنا الأيزيدي سياسيين كانوا أم مثقفين إن يكونوا متواضعين في صيغة تعاملهم مع بني جلدتهم ليكونوا قادرين على تحمل المسؤولية في كل تصرفاتهم أثناء قيادتهم المهمات الصعبة لكي تلتف الجماهير حولهم ولكي يستطيعوا مشاركة الآخرين باتخاذ القرارات التي تخصهم كشريحة وليكون صوتهم مسموعا وكلامهم ذات قيمة لدى قياداتهم أيضا ولسد الباب على المغرضين أصحاب الرؤية القصيرة.
إدريس زوزاني
ألمانيا/ 06/07/2010