الكاتب إدريس زوزاني

الكاتب إدريس زوزاني

الخميس، 21 يوليو 2011

"الأيزيدييون وجذور انتمائهم القومي"

كانت ولا تزال الانتماءات القومية محورا للصراعات بين أبناء القوميات المختلفة كما هو حال فئة من أبناء مجتمعنا الأيزيدي الذي يسعى إلى فصل قوميته التاريخية من جذورها مع انه لا اختلاف على إن الأيزيدية هم من صميم القومية الكوردية ولهم الحق في العيش بحرية وكرامة أسوة بباقي أفراد الشعب الكوردي الذي ذاق مرارة الظلم والاضطهاد على مر السنين ونال الكثير من الويلات في العهود الماضية، لكن ألان وبعد دخول البلد في مرحلة جديدة من الحياة السياسية يحتاج المجتمع الأيزيدي أيضا كغيره من المجتمعات إلى البحث عن سبل لتوحيد صفوفه والمطالبة بحقوقه بالطرق المشروعة والملائمة...
لكن نجد أن هنالك فئة من أبناء مجتمعنا يحاول المطالبة بعزله ضمن قومية مستقلة ومنفصلة عن جسده الكوردي الأصيل وهذا يعتبر من اخطر أنواع التهديد والتآمر والذي يؤدي بدوره إلى تشتت المجتمع الأيزيدي، علما إن جذور القومية الكوردية تعود إلى هذا المجتمع العريق وليس بإمكان أية قوة الفصل أو إبعاد هذا المجتمع عن أصالته وعراقة قوميته مهما حاولت، لان الدخول في مثل هذه الأمور المعقدة في ظل دولة مليئة بالصراعات السياسية والطائفية إضافة إلى التدخلات الخارجية والمواجهات الإرهابية والضغوطات من الأطراف المتصارعة على السلطة تجعل أقوى المجتمعات تشعر بالضعف وخيبة أمل ناهيك عن مجتمع صغير مثل مجتمعنا الأيزيدي الذي لا يزال يرضخ تحت رحمة القرارات السياسية...
إذن المعضلة الحقيقية في هذا الأمر ليست ضمن إطار القومية فهي موجودة وثابتة ولا يوجد من يشككنا بها، بل العلة في كيفية توحيد مجتمعنا تحت ظل خيمة القومية والتمسك بخصوصيتها الاجتماعية وبذل كافة الجهود من اجل رص الصفوف كي نتخلص من مخلفات الأنظمة السابقة حيث التهجير والترحيل والتعريب هذا من جهة ومحاولة استرجاع مناطقنا المستقطعة عن الإقليم ومراقبة الأوضاع السياسية عن كثب واستغلال جميع الفرص التي تولد من رحم التحولات السياسية للاستفادة من نتائجها التي ستدعم تطوير البنية التحتية لمناطقنا وتوفير أفضل الخدمات للمجتمع من جهة أخرى...
لذلك يجب على الجميع التعاون من اجل تخليص المجتمع من هذه الأوهام والكف عن المساومة على حقوق هذه الشريحة لأهداف سياسية مخططة من قبل جهات خارجية وبقايا نظام دكتاتوري هدم كل ما هو جميل في مناطقنا ولا يزال يحاول الاستمرار فيه من خلال هذه الفئة لذا يجب التركيز على وحدة الموقف وتقارب وجهات النظر والابتعاد عن الأساليب التي تؤثر سلبا على مصالح هذا المجتمع وتضافر الجهود من اجل غد أفضل وضمان مستقبل مشرق للأجيال القادمة...
هنا يفترض بنا أن نفكر جيدا أين تكمن مصلحة مجتمعنا ومع أية جهة سياسية ممكن أن نتعامل، لا أن يتم الاستناد على التكهنات والاعتقادات الذي سنواجه من خلالها الكثير من المخاطر في المستقبل، وبالتأكيد يملك أفراد هذا المجتمع الكثير من الأفكار الثقافية والسياسية الجيدة ومن حقهم الانخراط في العملية السياسية من جميع جوانبها، لكن يجب أن تكون ضمن الاستحقاقات والنشاطات المناسبة كي نتمكن من مواصلة المسيرة بالشكل المطلوب.
إدريس زوزاني
ألمانيا/ 21/07/2011

الثلاثاء، 14 يونيو 2011

"المجتمع الأيزيدي والاصلاح الفكري والثقافي"

في الآونة الأخيرة استبشر شعوب منطقة الشرق الأوسط خيرا بقيام الثورات الإصلاحية في مجتمعاتها من قبل الطبقة المثقفة ضد سياسات الأنظمة القمعية، رافعين شعار المطالبة بالحرية والعيش بكرامة والتحرر من الظلم والطغيان التي لحقت بهم من قبل حكومات بلدانهم الديكتاتورية، لذا سارعت هذه الشعوب إلى مد يد العون ومساندة المواقف الجريئة من قبل هؤلاء المثقفين لكي يتخلص المجتمع من سيطرة وجبروت تلك الأنظمة ويحل محلها أنظمة أخرى تحترم آراء الشعوب وتعمل جاهدا من اجل توفير الخدمات الاجتماعية اللازمة وتحسين الوضع ألمعاشي من خلال نظام حكم ديمقراطي مبني على أساس متين يؤمن ويحترم حقوق المواطن والدفاع عن كرامته، على هذا الأساس يكون النجاح مصير تلك الثورات الهادفة إلى الإصلاح من اجل بناء المجتمع.
*- طريقة التعامل مع الإصلاح الفكري.
هناك طرق عدة أمام الطبقة المثقفة في المجتمع لبيان مدى جديتها في التعامل مع المسائل المصيرية من اجل الإصلاح، منها المطالبة بتحسين الوضع الاجتماعي وكيفية إصلاح النهج الفكري وطريقة إظهار مكمن الخطأ ومحاولة معالجته ومحاربة الجهل والتخلف داخل المجتمع هذه الأمور جميعها مطلوبة ويجب إن تكون ضمن الأولويات لأنها تمثل نشاطات الطبقة المثقفة في جميع المجتمعات، لذا يجب على كل شخصية أو مؤسسة ثقافية مراعاة تلك النقاط في حال رغبتها بأحداث التغيير والإصلاح الفعلي في المجتمع ليكون عملهم بمثابة ثورة حقيقية يفخرون بنتائجها.
*- ثورة المثقفين الأيزيديين.
من خلال متابعة الأخبار وما يجري من أحداث منذ مدة طويلة واطلاع على قسم من الأمور التي تخص المجتمع الأيزيدي أحاول طرح بعض الأفكار التي تتعلق بالمجتمع الكوردي بشكل عام والأيزيدية بشكل خاص....
أن من يتابع قسم من مثقفي أبناء مجتمعنا الأيزيدي وطريقة تعاملهم مع واقعهم نلاحظ بأنها بعيدة كل البعد عن حقيقة ثقافة هذا المجتمع كما أنها لا تمد للإصلاح الاجتماعي والثقافي بأي صلة تذكر بل تأخذ الأمور منحا أخر وهو الرهان على الحصان الخاسر وتجاوز بعضهم على بعض للتقليل من شأنه من خلال الأفكار المريضة والنهج الأناني الذي يتبعونه والذي لا يخدم إلا لمصلحتهم الشخصية الضيقة وهذه المهاترات أصبح هدف بعض المثقفين في الكثير من الأحيان ...
باعتقادي إن ما يجري من التوترات والمشاكل وخلق الفتنة بين الطبقة المثقفة والتي لا تخدم المجتمع هي محاولة من بعض الجهات في الوسط الأيزيدي لها حسابات قديمة مع جهات أخرى يدفع بعض المثقفين إلى إثارة هذه المشاحنات الثقافية لغرض الاستفادة من نتائج مخلفات تلك المواجهات.
*- التعامل مع الإعلام.
الإعلام وسيلة فكرية ذات أبعاد علمية مهمة تستفاد من ثقافتها الشعوب المتحضرة في الكثير من جوانب الحياة، لذا يجب على من يمارس هذا العمل أن يكون مؤهلا ويدرك حجم وأهمية ودور هذه الوسيلة في تقدم المجتمعات وإيصال أفضل الخدمات لهم من خلال مزاولة العمل الحر والنزيه في أداء الخدمة...
أن واجب الإعلامي الحقيقي هو الصدق في الأداء والأمانة في نقل الخبر والبحث بشكل موثوق على أسباب وتفاصيل مصادر الخبر والكتابة عن الموضوع بشكل واضح وسليم وبأدلة دامغة ودقيقة، وفي حال لاقى الأمر الإهمال من قبل تلك الجهات، حينها جميع الخيارات مطروحة وكافة الأبواب مفتوحة أمام النقد البناء ولا تتمكن أية جهة من الوقوف في طريق إظهار الحقيقية، هذا بالإضافة إلى الدعم والمساندة الذي سوف يلاقيه الإعلامي من المجتمع لمصداقية عمله والمزيد من الاحترام لقلمه...
إن من يعمل في هذا المجال عليه أن لا يخشى النقد من أية جهة كانت ولا يتردد في قول الحقيقة وإظهارها أثناء أداء عمله، وأن يتجاهل ما يحدث في الخفاء وما يحدث وراء الكواليس ويعتبرها خارجا عن نطاق العمل الإعلامي...
*- الوعي الثقافي لدى الإعلامي.
هناك أواسط ثقافية باعتقادهم أن المواجهات والمهاترات في مجال العمل الصحفي والإعلامي أو أثناء الكتابة، يدل على كثرة الوعي أو الذكاء الثقافي لديهم أو أنها تزيد في احترامهم أو مكانتهم الشخصية، لكن على العكس من ذلك هذه الأوصاف تفقدهم الكثير من المصداقية في مجال عملهم وتنتقص من مكانتهم كما عليه إن لا يتجاهل الواقع الاجتماعي القاسي...
يوجد هناك شيئان مهمان في هذا المجال على المثقفين مراعاته:
الأولى: مراعاة حقوق الآخرين وعدم المساس بكرامتهم أو جرح مشاعرهم مهما كانت مكانتهم أو صفاتهم الاجتماعية والعلمية إعلاميا.
الثانية: احترام ممارسة المهنة في مجال العمل الإعلامي الذي يخدم المجتمع، والجدية في أداء الواجب من خلال مزاولة العمل سواء كان من قبل الأشخاص أو المؤسسات الثقافي وفي كلا الحالتين يجب التقييد بثوابت وقوانين الإعلام والاعتماد على الوعي الثقافي لمواجهة المواقف والأحداث.
*- الإصلاح الفكري وأسبابه.
كما هو معلوم بان المجتمع الأيزيدي عانى الكثير من الظلم والاضطهاد في المراحل الماضية من حياته وجراء ذلك افتقر للكثير من الأمور المهمة والضرورية منها الثقة بالنفس والشعور بالمسؤولية والاعتماد على إمكانياته وغيرها من الأمور ذات الأهمية....
في هذه الحالة يجب إن يلعب الإعلام دوره المميز وأن يكون احد العناصر الفعالة لمحاربة تلك الجوانب السيئة من خلاله وإعطاء فرصة اكبر لإفراد المجتمع للتخلص من تلك الظواهر الخطيرة لمحاولة استعادة ما افتقده أو حرم منه من العلم والمعرفة والثقافة في المراحل الماضية، فقط في هذه الحالة بإمكان المجتمع إن يعتبر ما تقوم به الطبقة المثقفة ثورة حقيقية ومحاربة فعلية للظلم والتخلف.
*- معالجة الأخطاء الإعلامية.
هناك عدة طرق لمعالجة الأخطاء الذي يرتكبها البعض بحق مجتمعهم جراء استغلالهم مشاعر الآخرين وممارسة العمل الإعلامي بالطرق الخاطئة والغير سليمة ومن أهم هذه الطرق وهي:
1.     الابتعاد عن الأنانية أثناء مزاولة العمل المهني.
2.     عدم الاتكال على الآخرين في نقل الحدث والاعتماد على المهارات الشخصية.
3.     تجنب الحساسية الشخصية أثناء نقل الخبر.
4.     مواجهة الأخطاء عن طريق الإصلاح الفكري بعيدا عن التوترات.
5.     الابتعاد عن نقل الإشاعة وإثارة الفوضى أثناء ممارسة العمل الإعلامي.
هذا إذا ما أردنا أن نحمي مجتمعنا الأيزيدي من موجات الأحداث الخطيرة التي تجري في المنطقة وان نعمل من اجل تثبيت حقوقنا والمطالبة بالمزيد من الأمن والاستقرار عن طريق رص الصفوف وتوحيد المواقف بالأسلوب الذي يخدم المجتمع، وأن يصغي الجميع إلى روح التسامح والرجوع إلى حكم العقل في تحركاتهم ونوعية عملهم.
هنا أود الإشارة إلى إنني أتحدث عن عمل الطبقة المثقفة للمجتمع الأيزيدي في مجال الأعلام بشكل عام وليس القصد من ورائها جهات أو شخصيات معينة.
إدريس زوزاني
ألمانيا/ 14/06/2011

الثلاثاء، 31 مايو 2011

"الأيزيدييون والتحديات والمخاطر"

عانى المجتمع الأيزيدي كغيره من المجتمعات العديد من الصعوبات والتحديات خلال الفترات السابقة، وكان لكل فترة أسبابها ودوافعها المؤثرة على حياته.
لكن نتأمل أن تكون المرحلة الراهنة متميزة عن غيرها من المراحل مقارنة بالظروف والأحداث التي مر بها البلد من حروب ومشاكل سياسية وانعدام الأمن والاستقرار وإشعال الفتنة الطائفية إضافة إلى ذلك الانفتاح الذي شهده البلد وما يرافقه من الايجابيات والسلبيات التي أفرز العديد من العوامل التي أثرت سلبا على البناء الاجتماعي لهذا المجتمع والتي سأتطرق إلى ذكر قسم منها بالشكل التالي.
*- العامل الثقافي ومخاطره.
منذ زوال النظام الدكتاتوري وأجهزته القمعية في العراق، برز نظام سياسي جديد يستند إلى معايير الدستور من اجل استتباب الأمن و تحقيق العدالة، كي يستنشق الشعب العراقي هواء الحرية ويعيش بعز وكرامة من خلال حكم ديمقراطي يحترم السيادة والقانون في الدولة....
لكن بالرغم من كل هذه التطورات والمستجدات الموجودة في الآونة الأخيرة، لا يزال هناك الكثير من أبناء المجتمع العراقي ومنه الأيزيدي يعاني من مشكلة كبيرة، وهي سياسة فرض الأفكار والآراء المتعمدة التي خلفها النظام البائد ورائه، بحيث يصعب التحرر من خطورة نتائجها السلبية بشكل مباشر وعلى وجه السرعة لأنها كانت سياسة عنصرية انتهجها النظام المقبور ضد المجتمع كي يفرض أفكاره الشوفينية، وهذا أيضا احد العوامل المؤثرة الذي يواجه المجتمع الأيزيدي خطورته.
*- العامل الاجتماعي ومخاطره.
واجه المجتمع الأيزيدي الكثير من الضغوطات والمخاطر الاجتماعية أسوة بباقي شرائح المجتمع العراقي، حيث كان ولا يزال يعاني من مشاكل وصعوبات عدة جراء الوضع المأساوي الذي يعيشه بقية افرد المجتمع، نتيجة الحروب التي خلفت ورائها الكثير من حالات الفقر والجوع إضافة إلى انعدام الخدمات الضرورية والتي أدت إلى سوء الأوضاع في البلد...
هذه الحالات جميعها كانت عوامل مساعدة لتمزيق وتشتيت المجتمع العراقي بشكل عام والأيزيدي بشكل خاص، كما أفرزت العديد من الصفات السيئة التي تؤثر سلبا على حياته وعلى وجه الخصوص المناطق المستقطعة التي تعاني من المشاكل الاجتماعية الكبيرة جراء الأوضاع المعيشية المزرية.
*- العامل السياسي ومخاطره.
كأي شريحة من شرائح المجتمع العراقي اندمج الأيزيديين في العمل السياسي في البلد، منهم من انخرط في هذا المجال مع الحزب الحاكم، والتجأ القسم الآخر إلى صفوف الأحزاب المعارضة، وهذا كان أمرا طبيعيا بالنسبة إلى كل من يريد العمل في مجال السياسة، أما ما نشاهده في الآونة الأخيرة هو التشرذم والتشتت بين الأيزيديين في الوقت الذي هم بحاجة ماسة أكثر من أي وقت أخر إلى توحيد الصف والتكاتف فيما بينها من اجل تحقيق طموحاتهم في العراق الجديد...
لكن طريقة ممارستهم وانخراطهم في العملية السياسية في الفترة الأخيرة لا يسر مجتمعهم ولا يبشر بالخير لأنه يوجد هناك من ينتهج سياسة التفرقة، ويعمل جاهدا من اجل إرضاء جهات معينه لها أجندة خاصة كي لا يتم لم شمل البيت الأيزيدي ويبقى مصير هذا المجتمع رهن سياستهم العنصرية وهذا من أكثر المخاطر الذي سوف تؤثر على تركيبتهم كمجتمع.
إدريس زوزاني
ألمانيا/ 31/05/2011

الخميس، 28 أبريل 2011

"المجلس الروحاني الأيزيدي وأهمية مستواه العلمي"

تطرق مسامعنا بين الحين والآخر أصواتا لبعض المثقفين الأيزيديين الذين يطرحون أفكارا ربما تكون بعيدة نوعا ما عن ثقافة مجتمعنا الأيزيدي تطالب الإصلاحات في نظام الطبقات والشرائح الدينية العريقة لهذا المجتمع، متناسين قساوة الماضي المرير الذي ذهب ضحيته الكثير من أبناء هذا المجتمع لعدم تقبلهم الرضوخ والاستسلام إلى كيد الأعداء أثناء حملات الإبادة الجماعية لهذا المجتمع في أصعب الظروف، كما يطالبون بإلغاء العادات والتقاليد التي حافظ عليها الآباء والأجداد منذ القدم والتدخل في شؤون الطبقات المذهبية وتغييرها.
أن هذا الأمر خطير للغاية على الأقل في هذه الفترة من الزمن ولكن لهؤلاء المطالبين الحق في بعض جوانب مطالبهم ولعدة أسباب منها:
1.     إن الثقافة العامة لدى رجال الدين الأيزيدي وبالأخص أعضاء المجلس الروحاني قد تكون ضئيلة جدا إضافة إلى نقص المعلومات في مجال العلم والثقافة الدينية، عدا تلك التي أورثوها من أسلافهم وعن طريق الحفظ الشفوي، هذا إذا ما قارنا ذلك بأية شريحة أو طائفة دينية أخرى في العالم حيث نجدهم على الأغلب مسلحين بالعلم والمعرفة إضافة إلى الاعتماد على الثقافة العامة.
2.     عند تمثيلهم المجتمع الأيزيدي في المحافل الرسمية وغير الرسمية نلاحظ افتقار أعضاء المجلس الروحاني الموقر لعنصر اللباقة والحوار وانعدام القدرة في الحديث حول ابسط نقطة من ثقافة الدين الأيزيدي، غير تلك الأقوال التي حفظوها في صدورهم وحتى في ذلك لا نجدهم بارعين أثناء الشرح والتفسير غير الاعتماد على الاجتهادات الشخصية أكثر من ما هو الواقع والحقيقة، وهذه أيضا يعد من احد الأسباب الذي فتحت الباب أمام تلك المطالب لهؤلاء الأشخاص.
3.     نتيجة افتقار الجانب العلمي والثقافي المطلوب وعدم قدرة وإمكانية المجلس الروحاني القيام بتكليف احد أعضائه مع لجان مختصة من علماء الدين في زيارات تفقدية إلى مناطق تواجد المجتمع الأيزيدي لغرض تمتين أواصر الوحدة والتمسك في الترابط الاجتماعي وتجديد فكرة الآباء والأجداد في عروقهم.
4.     عدم وجود رؤية واضحة لدى المجلس الروحاني في مجال قانون الأحوال الشخصية للمجتمع الأيزيدي أدى إلى جعل الكثير من أبنائه يشعرون بصعوبة التعقيدات التشريعية والدستورية داخل المجتمع ويعود سبب ذلك إلى عدم إمكانية أعضاء المجلس الروحاني الوصول إلى المستوى الثقافي المطلوب لفهم وشرح هذه الأمور الحساسة إلى المواطن الأيزيدي.
5.     من المعروف أن أغلبية القوالين من منطقتي بعشيقة وبحزانى وهم المعنيين بنشر ثقافة الدين الأيزيدي بين المجتمع، لذلك كان من المفترض أن تكون هناك مدرسة دينية لتربية وتوعية وتثقيف القوالين وتسليحهم بالعلم والمعرفة كما كانت في السابق وحثهم على تكثيف وتطوير برنامجهم العلمي أثناء مراحل التجوال.
6.     المجلس الروحاني هو أعلى سلطة دينية للمجتمع الأيزيدي ويفضل أن يجيد أعضائه القراءة والكتابة وأن يكونوا ملمين بعلوم الدين، كي يكونوا قادرين على مناقشة الأمور الدينية بشكل مستفيض في ما بينهم على اقل تقدير، والوقوف على نقاط الخلاف وإيجاد حلول علمية صحيحة لها، كي لا يقع احدهم في مصيدة صحفي متهور كما حدث في السابق أكثر من مرة، لكن وللأسف الشديد يفتقر المجلس هذا الجانب أيضا.
وفيما يلي نبذة مختصرة حول مهام أعضاء المجلس الروحاني الأيزيدي الأعلى:
يتكون المجلس الروحاني الأيزيدي من خمسة أعضاء لهم جانب كبير من الأهمية وتقع على عاتقهم المسؤولية الكاملة لما يجري لهذه الديانة ومن المفترض أن ينتخب هذا المجلس من قبل كافة شرائح المجتمع الأيزيدي، كما يجب أن يكون في عصرنا هذا اختيار مجلس كهذا حسب المؤهلات العلمية والثقافية المطلوبة، بما يليق مكانة وحجم هذا المجتمع ويكون له برنامج معين يحمل أهداف دينية واجتماعية واضحة كي لا يتجرأ أي شخص أو جهة أو أطراف المساس بثوابته.
لذا أحاول هنا الإشارة قدر الإمكان إلى بعض المهام وحجم مسؤولية كل عضو من أعضاء هذا المجلس ودوره في بناء المجتمع الأيزيدي وحسب الأولوية في الترتيب.
سمو الأمير:
تعتبر صفة الأمير من أعلى مراتب السلطة داخل المجتمع الأيزيدي ومن المفروض أن يكون التوجه من خلاله كي يأخذ المجتمع مساره الاجتماعي والديني الطبيعي، والأنسب من هذا على الشخص الذي يتسنى له تسليم هذه المهام أن يكون حائزا المواصفات والمؤهلات الثقافية والعلمية الكاملة ليكون قادرا على تحمل مسؤولية المجتمع الأيزيدي في جميع أنحاء العالم، لاعتباره الشخص الأول على رأس هرم السلطة والمعني في حماية مقدسات وشعائر هذه الديانة والممثل الشرعي لهم في جميع المحافل الرسمية، لذا تقع على عاتقه مسؤولية كبيرة تجاه هذه العقيدة العريقة التي قد تكون فريسة سهلة لمن يريد المساس بمعتقداتها الدينية، والتصدي لمن يحاول التلاعب بثوابتها المقدسة.
سماحة البابا شيخ أو اختيار المركه:
يجب أن يكون سماحة البابا شيخ شخصية دينية يمتلك القدرة والموهبة الثقافية الكافية في مجال العلم والمعرفة، كونه الرئيس الروحاني للديانة الأيزيدية والرجل الثاني في المجلس، ويمثل الأيزيديين في كافة القضايا التشريعية والدينية والمذهبية، وسماحته من يقرر إلى جانب سمو الأمير ما هو الأصلح والأنسب في مسائل التحريم أو إحلال الأمور لهذه العقيدة، ولكون المجتمع الأيزيدي لا يمتلك دستور ثابت لذا على سماحته إن يكون أكثر من يتحمل مسؤولية شرخ أو تمزيق المجتمع وعليه إن يكون قادرا على ملئ الفراغ الدستوري بعلمه ومعرفته الدينية.
كبير القوالين أو رئيس الهيئة العلمية:
هو احد أهم أعضاء المجلس الروحاني، وتعتبر مرتبته من أهم وأصعب المراتب الدينية مقارنة مع مسؤوليات باقي أعضاء المجلس، وظيفته الأساسية هي الحفاظ على عراقة وأصالة الطقوس الدينية للأيزيديين، وهو المسؤول الأول عن أداء فرائض الصلاة ونشر ثقافة الدين الأيزيدي وحماية تراثه الديني والتمسك بالعادات والتقاليد التاريخية والمعتقدات الدينية لهذه الديانة، كما انه المسؤول الوحيد عن اختيار هيئة القوالين من حيث الأفضلية ويقوم بحثهم وإرشادهم على كافة جوانب العلم من حيث التثقيف والتعليم وإرسال السناجق (جولة الطاووس) إلى مناطق تواجد الأيزيدية، وبذلك يقع على عاتقه الثقل الديني الكبير، كما انه مع هيئة القوالين بمثابة الأكاديمية العلمية أو المدرسة الدينية لهذه العقيدة، لذا عليه أن يكون حائزا على شهادة علمية تتناسب ومكانته وحجم مسؤولياته المهمة لهذا المعتقد العريق.
سماحة البيش إمام:
سماحته عضو في المجلس الروحاني الأيزيدي الأعلى وهو من سلالة شيوخ الشيخ حسن أو شيوخ (ملك شيخ سن ) ويعود جذور وظيفته إلى عهد (الشيخ حسن) ابن شيخ أدي الثاني ابن شيخ بركات، مهمته في المجلس المشاركة في مراسيم (السما) أو(السماء) التي هي رقصة خاصة ذات طقوس دينية متميزة لدى الأيزيديين وتجري مراسيمها في معبد لالش أثناء الأعياد الرسمية التالية: عيد مربعانية الصيف، عيد مربعانية الشتاء، عيد القوربان، عيد الجماعية، هذا ويعتبر بيش إمام الشخص الثاني إلى جانب (بيش إمام ، شرف الدين) وراء العالم الديني الذي يحمل صفة (الفقير) في المعبد والذي يترأس هيئة السما أثناء إجراء مراسيمها، وعلى الأغلب يمثل (البيش إمام )شخصية (ملك شيخ سن) في المجلس الروحاني، لذا يجب إن يكون لهذه الشخصية مؤهلات علمية كبيرة يجعله مهيئ لكافة الأسئلة عن وظيفته التي تعتبر مهمة وحساسة.
سماحة شيخ الوزير:
شيخ الوزير يمثل شيوخ الشمسانية في المجلس الروحاني الأيزيدي الأعلى، إضافة إلى انه السادن على مرقد الشيخ حسن في معبد لالش، علما بان الشيخ شمس أو (شيشمس) كان وزيرا في عهد الشيخ حسن والذي كان حينها أميرا لهذه الديانة، على ما اعدم في عام 644 هـ على يد حاكم الموصل بدرالدين لؤلؤ. وعلى الأغلب نصب شيخ الوزير في المجلس الروحاني ليمثل شخصية(شيشمس) الذي كان شخصية علمية وثقافية ذو مكانة مميزة بين المجتمع الأيزيدي. لذا يفترض إن يكون سماحة شيخ الوزير حائزا على تلك الصفات العلمية والثقافية المطلوبة.
كانت هذه بعض المعلومات عن المجلس الروحاني الأعلى للمجتمع الأيزيدي الذي يجب أن يكون له القدرات والإمكانيات العلمية والثقافية الكافية كي يتمكن من السيطرة على الوضع الداخلي للبيت الأيزيدي وإسكات جميع الأفواه المطالبة بالإصلاح والتغيير والتدخل في شؤونه الدينية والمساس بثوابته الأساسية وعاداته الاجتماعية والتلاعب بمعتقداته المقدسة.
إدريس زوزاني
ألمانيا/ 28/04/2011

الاثنين، 18 أبريل 2011

"تداعيات التغيير والإصلاح وأسبابه"

 أود أن القي الضوء ضمن مقالي هذا على عدة جوانب ومصطلحات متداخلة ومتشابكة ببعضها حول هذا الموضوع، وأحاول قدر المستطاع التحدث من خلال كل مصطلح عن صدى وتأثير الإرادة السياسية التي يشكو منها الشعوب من حيث طبيعة عملها السلطوي وحكمها الاستبدادي الذي لا يتناسب مع الرغبة والإرادة الشعبية التي تطالب بنشر الوعي الديمقراطي وتعزيز الحرية التي يتطلع إليها الجماهير.

التداعيات:

تظهر تداعيات التغيير أثناء شعور المجتمعات بالغبن والظلم والاضطهاد في بلدانهم، لذلك تندفع الجماهير للمطالبة بالإصلاح السياسي واحترام سيادة القانون ومحاربة الفساد وتعزيز الحريات وتحقيق العدالة في توزيع الثروات والاعتماد على الكفاءات والمؤهلات العلمية المطلوبة والاستفادة من خبراتها من اجل تحسين أوضاع مؤسسات الدولة والاستناد على البرنامج السياسي ذو الطابع الديمقراطي الحر، كي يستطيع من خلالها الانتقال إلى دولة مدنية حديثة تضمن فيها أسس وقوانين دستورية وفق إجراء الانتخابات البرلمانية الحرة والنزيهة...

التغيير:

عندما تزداد مؤشرات عدم الاستقرار وانعدام الأمن داخل المجتمع تبدأ خطوات التغيير السياسي بالتحرك نحو الاتجاه المعاكس وتتضاعف جهود القوة البديلة كي تثبت مكانته الصائبة بين الأحداث نتيجة العوامل السلبية التي تؤثر على حالة المواطن.
ومما لاشك فيه، إن احد أهم شروط نجاح التغيير هو الانتقال من موقع نظام الاستبداد إلى أخر يؤمن بالانفتاح والديموقراطية والحرية ويجب أن يكون هذا الانفتاح على أساس تحرير الشعوب وليس ممارسة نظام التسلط والتحكم والسيطرة عليه بالقوة ومن المفروض أن تبدأ المطالبة بالتغيير من داخل المجتمع نفسه ذلك جراء غياب سلطة القانون وضغوطات الأنظمة السياسية على حساب المصلحة العامة في البلد...
ومن المؤكد أن تقوم جهة أو تنظيم سياسي بهذا الدور، ولكن ينبغي أن تتم بموافقة ومساندة الجماهير لتتمكن من كسب الشرعية وتحقيق النجاح المطلوب، بشرط أن لا تكون تلك الجهة أو القوة السياسية التي تطالب بالتغيير منحازة أو موالية إلى أطراف أخرى.
حيث ستكون هناك نتائج سلبية لمخلفات تلك السياسات التي سيكون المواطن ضحيتها ...
إن مبادئ التغيير الحقيقي هي القضاء على الفساد داخل المجتمع بكافة جوانبه سواء كان سياسيا أو إداريا أو أيا كان نوعها وان لم يتم القضاء عليها بالتأكيد سوف تكون الأولوية للنظام السلطوي الاستبدادي، ويطلق على هذه النوعية من الأنظمة بالغير ديمقراطية وهي التي لها تعددية محدودة غير مسؤولة إلى جانب غياب البرنامج السياسي المحدد لها، وفي هذه الحالة تكون ممارسة السلطة غير متكاملة وقابلة للتغيير.

الأسباب:

من أهم الأسباب الذي تطالب بها الشعوب للتغيير والإصلاح السياسي في البلد هي كالأتي:
ترويع وترهيب المواطن من خلال طريقة التعامل وسلوك الأنظمة الاستبدادية مع الشعوب.
غياب أجهزة الحماية والرقابة التي تنظم سير العمل ومنع ظاهرة تفشي الفساد الإداري والمالي في المؤسسات.
إساءة معاملة المواطن من قبل المفسدين في أجهزة السلطة بمجرد المطالبة بحقوقهم المشروعة.
شعور المواطن بالألم والمعاناة نتيجة درجات التخلف وازدياد معدل البطالة في البلد.
سلب كرامة المواطن وحرمانه من حرية الرأي والتعبير السياسي والإعلامي من قبل الأنظمة الدكتاتورية.
تجاهل النظام الديمقراطي والسعي إلى توريث واحتكار السلطة.
ضعف قنوات الاتصال ووسائل الانسجام بين السلطة الحاكمة والمجتمع.

الإصلاح:

يعد عنصر الفساد من اكبر المعوقات التي تقف في طريق الإصلاح وتشكل حاجزا كبيرا أمام قواعد بناء المجتمع وتعثر جهود الدعم وتطوير البنية الأساسية للاستثمار الوطني وتعطيل عملية دفع عجلة النمو الاقتصادي وتدني مستوى استقراره السياسي ...
لكن قوة وإرادة المجتمع هي الوحيدة التي تستطيع الوقوف في وجه تلك المعوقات والمخلفات التي تحدث جراء السياسات الخاطئة التي تنتهجها الأنظمة الاستبدادية بحق شعوبها، حينها قد يتطلب الأمر إلى التغيير والإصلاح السياسي والإداري داخل المؤسسات والدوائر الحكومية في الدولة، ويجب أن يكون ذلك من خلال الثوابت القومية والقوانين الدستورية والشرعية التي تتطابق مع مفهوم الإصلاح الحقيقي وليس الاستناد إلى مصادر التخريب واستخدام العنف بهدف تحقيق الأهداف المطلوبة، هذا بالإضافة إلى التدقيق والتطوير في برنامج الإصلاح الاقتصادي والنهج السياسي الذي قد يؤدي إلى التخلص من هذا العنصر الفاسد الذي يولد الاستمرارية في حكم الأنظمة الديكتاتورية، هذه هي الطريقة المثالية التي يتحقق من خلالها الإصلاح وتتحرر الشعوب من مرارة القمع والاستبداد.


إدريس زوزاني

ألمانيا في 18.04.2011

الأحد، 27 مارس 2011

"ضرورة استقلالية الإعلام"

أصبح الأعلام من أهم الوسائل التي تجعل مجتمعات العالم أكثر تعارفا في ما بينها من حيث الثقافة والتقدم، وتحديدا الإعلام الحر والنزيه الذي أصبح من ابرز أولويات الشعوب المتحضرة في هذا العصر، بحيث يعتمد عليه في الكثير من الأمور الهامة التي تتعلق بمجمل جوانب الحياة، لذلك يجب أن تتميز هذه الوسيلة بكامل المصداقية والشفافية، والكثير من الاتزان في الأداء كي تتمتع بالحيادية التامة في نقل الحدث ومن صلب الواقع وفق أفضل الأساليب المعمول بها ليظهر بالشكل المطلوب بين الجماهير، حيث انه النافذة التي يطل بها الإنسان على ثقافة الشعوب الأخرى والإطلاع على الجوانب الايجابية منها ومحاولة تجنب الأساليب التي تسيء بسمعة المجتمع.
*- الإعلام الالكتروني:
أحدث أنواع الإعلام هو الإعلام الالكتروني من حيث التطور والإبداع، ويجب أن يكون الهدف الأساسي لاستخدام هذه الوسيلة هو التمسك بالقيم الإنسانية قبل أن يكون إبداعا تكنولوجيا متقدما، كما يجب أن يكون ملتزما بقوانين المهنة لضمان عدم الانحراف عن المضمون الحقيقي للإعلام كي يؤدي الفائدة من استخدامه...
وإذ ما نظرنا إلى الحيادية والاستقلالية في وسائل الإعلام الكوردي من خلال المواقع الالكترونية وحاولنا تقييم عملها، سنجد أن المواقع التي تهتم بالشأن الأيزيدي قد تميزت بالمهنية أكثر من غيرها من المواقع، كونها خالية من أساليب التحريض والفتنة من جهة وتتقيد بمواصفات الحرية الإعلامية واحترام الحريات العامة والخاصة من جهة أخرى، كما تلتزم بقوانين الصحافة الحرة والعمل بحيادية ومهنية عالية، خاصة المواقع الرئيسية منها والتي تتمتع بشعبية واسعة بين كافة شرائح المجتمع هذا إذا ما قارنا ذلك مع باقي المواقع الالكترونية للإعلام المستقل...
*- الحذر في العمل الإعلامي:
يتطلب العمل في مجال الإعلام المزيد من الجهد والمثابرة والكثير من المصداقية والموضوعية من اجل بناء جسور الثقة بين مؤسسات الإعلام وأفراد المجتمع، لكي يشعر الجميع باستقلالية الإعلام الحقيقي، وهنا يجب أن تتحمل مؤسسات الإعلام الكثير من المسؤولية أثناء مزاولة المهنة تحسبا من حساسية دورها وموقعها، وأن يكون أدائها في منتهى الدقة والحذر لأنها تقرر مصير المجتمعات والشعوب.
تصنيف الإعلام:
1.     الإعلام الحكومي" وهو الذي يمول من قبل الدولة ويكون الناطق الرسمي باسم الحكومة ويعمل تحت تصرف الأجهزة الحكومية التي تدير السلطة في البلد، أي إنها تعتبر إعلام دولة.
2.     الإعلام الحزبي" وهو الذي يمول من قبل الأحزاب أو التنظيمات السياسية ليكون لسان حاله والهدف منه هو الترويج عن النشاطات الحزبية ونشر الأفكار السياسية لها.
3.     الإعلام التجاري" وهو الذي يمول من قبل شركات ومؤسسات خاصة أو رجال الأعمال والأثرياء لغرض الإعلان والدعاية لمصالحهم التجارية الخاصة.
4.     الإعلام المستقل" وهو الذي يعتمد على أراء وأفكار الجماهير والشريحة المثقفة منه سواء كانوا من السياسيين أو مستقلين والذين يؤمنون بمبادئ حرية التعبير عن الرأي، والمطالبين بالمساواة والعدالة واحترام القانون عن طريق ممارسة الديمقراطية في بلدانهم.

وأخيرا يجب أن لا ننسى بان دور الإعلام الحر والمستقل التي يتميز بالشفافية، هو خدمة المجتمعات وإيصال صوتهم إلى أعلى مستويات السلطة كي يشعر الأخير بهمومهم وآلامهم وان لا يكون أبواقا للدكتاتوريات، لأنه يعتبر الإعلام من أهم ركائز الأسس الديمقراطية في العالم.
إدريس زوزاني
ألمانيا 27.03.2011