الكاتب إدريس زوزاني

الكاتب إدريس زوزاني

الأحد، 27 مارس 2011

"ضرورة استقلالية الإعلام"

أصبح الأعلام من أهم الوسائل التي تجعل مجتمعات العالم أكثر تعارفا في ما بينها من حيث الثقافة والتقدم، وتحديدا الإعلام الحر والنزيه الذي أصبح من ابرز أولويات الشعوب المتحضرة في هذا العصر، بحيث يعتمد عليه في الكثير من الأمور الهامة التي تتعلق بمجمل جوانب الحياة، لذلك يجب أن تتميز هذه الوسيلة بكامل المصداقية والشفافية، والكثير من الاتزان في الأداء كي تتمتع بالحيادية التامة في نقل الحدث ومن صلب الواقع وفق أفضل الأساليب المعمول بها ليظهر بالشكل المطلوب بين الجماهير، حيث انه النافذة التي يطل بها الإنسان على ثقافة الشعوب الأخرى والإطلاع على الجوانب الايجابية منها ومحاولة تجنب الأساليب التي تسيء بسمعة المجتمع.
*- الإعلام الالكتروني:
أحدث أنواع الإعلام هو الإعلام الالكتروني من حيث التطور والإبداع، ويجب أن يكون الهدف الأساسي لاستخدام هذه الوسيلة هو التمسك بالقيم الإنسانية قبل أن يكون إبداعا تكنولوجيا متقدما، كما يجب أن يكون ملتزما بقوانين المهنة لضمان عدم الانحراف عن المضمون الحقيقي للإعلام كي يؤدي الفائدة من استخدامه...
وإذ ما نظرنا إلى الحيادية والاستقلالية في وسائل الإعلام الكوردي من خلال المواقع الالكترونية وحاولنا تقييم عملها، سنجد أن المواقع التي تهتم بالشأن الأيزيدي قد تميزت بالمهنية أكثر من غيرها من المواقع، كونها خالية من أساليب التحريض والفتنة من جهة وتتقيد بمواصفات الحرية الإعلامية واحترام الحريات العامة والخاصة من جهة أخرى، كما تلتزم بقوانين الصحافة الحرة والعمل بحيادية ومهنية عالية، خاصة المواقع الرئيسية منها والتي تتمتع بشعبية واسعة بين كافة شرائح المجتمع هذا إذا ما قارنا ذلك مع باقي المواقع الالكترونية للإعلام المستقل...
*- الحذر في العمل الإعلامي:
يتطلب العمل في مجال الإعلام المزيد من الجهد والمثابرة والكثير من المصداقية والموضوعية من اجل بناء جسور الثقة بين مؤسسات الإعلام وأفراد المجتمع، لكي يشعر الجميع باستقلالية الإعلام الحقيقي، وهنا يجب أن تتحمل مؤسسات الإعلام الكثير من المسؤولية أثناء مزاولة المهنة تحسبا من حساسية دورها وموقعها، وأن يكون أدائها في منتهى الدقة والحذر لأنها تقرر مصير المجتمعات والشعوب.
تصنيف الإعلام:
1.     الإعلام الحكومي" وهو الذي يمول من قبل الدولة ويكون الناطق الرسمي باسم الحكومة ويعمل تحت تصرف الأجهزة الحكومية التي تدير السلطة في البلد، أي إنها تعتبر إعلام دولة.
2.     الإعلام الحزبي" وهو الذي يمول من قبل الأحزاب أو التنظيمات السياسية ليكون لسان حاله والهدف منه هو الترويج عن النشاطات الحزبية ونشر الأفكار السياسية لها.
3.     الإعلام التجاري" وهو الذي يمول من قبل شركات ومؤسسات خاصة أو رجال الأعمال والأثرياء لغرض الإعلان والدعاية لمصالحهم التجارية الخاصة.
4.     الإعلام المستقل" وهو الذي يعتمد على أراء وأفكار الجماهير والشريحة المثقفة منه سواء كانوا من السياسيين أو مستقلين والذين يؤمنون بمبادئ حرية التعبير عن الرأي، والمطالبين بالمساواة والعدالة واحترام القانون عن طريق ممارسة الديمقراطية في بلدانهم.

وأخيرا يجب أن لا ننسى بان دور الإعلام الحر والمستقل التي يتميز بالشفافية، هو خدمة المجتمعات وإيصال صوتهم إلى أعلى مستويات السلطة كي يشعر الأخير بهمومهم وآلامهم وان لا يكون أبواقا للدكتاتوريات، لأنه يعتبر الإعلام من أهم ركائز الأسس الديمقراطية في العالم.
إدريس زوزاني
ألمانيا 27.03.2011

ليست هناك تعليقات: