الكاتب إدريس زوزاني

الكاتب إدريس زوزاني

الخميس، 21 أكتوبر 2010

"المؤتمر الثالث عشر للحزب الديمقراطي وطموح شعب كوردستان"

أيام قليلة تفصلنا عن موعد انعقاد المؤتمر الثالث عشر للحزب الديمقراطي الكوردستاني هذا الحزب العريق الذي يقع على عاتقه القسم الأكبر من مسؤولية مراعاة المجتمع الكوردستاني وهمومه وحماية مكتسباته القومية لكونه مصدر أساسي من مصادر الأمن والاستقرار في الإقليم لهذا تترقب العيون وتلوح بوادر الآمل حول تشكيلة قيادته الجديدة حيث يتأمل الكثيرون من أفراد المجتمع الكوردستاني بان تتحرك القيادة الجديدة باتجاه الأهداف القومية الثابتة والبرامج المستقبلية المرسومة والمخططة لها في منهاجه السياسي...

إن تحول الحزب من فترة نضاله الثوري إلى إدارة شؤون المجتمع وتسلم زمام السلطة لم يأتي من فراغ بل هو نتيجة سياسة فاعلة وقيادة حكيمة وحصيلة تضحيات كثيرة واِن دل هذا على شي فهو يدل على انه يتمتع بشعبية عالية ويمتلك قاعدة جماهيرية واسعة، لذا فمن حق هذه القاعدة الجماهيرية إن تختار قيادة جديدة قادرة على صنع القرار اللازم وفي الوقت المناسب كما يجب عليها تحمل مسؤولية حماية المكتسبات القومية والأساسية والاستمرار في نهجها الاستراتيجي ونضالها التاريخي المشرف كما كان في الماضي ولكن بطرق علمية وحضارية حديثة ومتطورة من اَجل تحقيق أهداف سياسية جديدة مبنية على أسس متينة...
إن القرارات التي سوف تتخذ في هذا المؤتمر ستكون بالتأكيد قرارات مهمة ومصيرية كما إنها ستحول الحياة السياسية للحزب من مرحلة نضال ثوري وبطولي فذ افتخرت بها جماهير وشعب كوردستان إلى مرحلة أخرى وبأسلوب جديد اَقرب ما يكون باتجاه سياسة التمدن والتقدم الحضاري فعلى الصعيد الداخلي اطمئنان المجتمع الكوردستاني من خلال رسم خارطته السياسية الجديد التي هي ضمان لمستقبل أجياله القادمة، هذا من جهة ومن جهة أخرى إيجاد أرضية مناسبة لبناء أفضل العلاقات مع العالم الخارجي وعلى كافة الأصعدة لكي يبرهن للعالم مدى اِيجابية قراراته وإظهار مستواه السياسي ودوره الفعال في إمكانية قدراته الإدارية لشؤونه في جميع المجالات...



لكن هنا يبقى السؤال الذي يطرح نفسه؟ 

ما نوع التغير الذي يجب أن يكون في حال تم إجراء تغيرات في صفوف قيادة هذا الحزب وهذا الأمر لابد أن يحصل لاَن الحزب الديمقراطي الكردستاني حاله كحال كل الأحزاب المناضلة في العالم بحاجة ماسة إلى إجراء تغيرات كبيرة وإظهار كوادر جديدة تتمتع بصفات قيادية جيدة في صفوفه ويجب إن يشمل التغير مختلف شرائح المجتمع الكوردستاني لكي تكتمل الصورة الحقيقة لقيادة عملاقة تتمكن من ضم الجماهير إلى صفوفها مع التأكيد التام على أهمية التركيز على قدرات وشعبية الشخص القيادي الذي سوف يترتب عليه مسؤولية مجمل القضايا المصيرية التي تتعلق بمستقبل شعب كوردستان ومن أهم تلك القضايا:.

1. قضية المناطق المتنازع عليها وكيفية استرجاعها إلى أحضان الإقليم والاهتمام بها بشكل مباشر من اجل معالجة المشاكل التي يواجهها أهالي تلك المناطق وإنهاء معاناتهم، علما أن إعادة تحديد الحدود الجغرافية لتلك المناطق بهويتها القومية هي مسؤولية تاريخية كبيرة تقع على عاتق الحزب طالما هو طرف رئيسي كبير في كوردستان.
2. الدعم الغير محدود للهيئة التعليمية وطلبة المدارس بجميع مراحلها العلمية ومساندة الطبقة المثقفة بكافة شرائحها وفسح المجال أمام أصحاب الشهادات العليا للانخراط في الحياة السياسية ضمن صفوف الحزب ومن أوسع أبوابه.
3. إيجاد أرضية سياسية مناسبة لبناء وتطوير علاقات الحزب مع بقية الأطراف السياسية الكوردستانية وكيفية التعامل معها في سياق العمل المشترك لحماية المكتسبات القومية لشعب كوردستان، كما يجب عليه أن يبادر إلى توسيع وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني وتقديم الدعم المعنوي للمنظمات الجماهيرية.
4. تطوير العلاقات مع الأحزاب والأطراف السياسية العراقية التي تتعامل مع الواقع السياسي في البلد وخاصة تلك التي تؤمن بنضال شعب كوردستان وحقوقه الوطنية المشروعة، كذلك الأحزاب التي لا تقف ضد الإنجازات القومية الكبيرة التي تحققت بفضل تضحيات أبناء شعب كوردستان.
5. تثبيت الحقوق السياسية للمرأة الكوردية وتطبيق أفضل الآليات لإزالة الفرق بينها وبين الرجل في ميادين العمل السياسي وتنفيذها على ارض الواقع لتتمكن من لعب دورها الصحيح في بناء المجتمع وتقدمه الحضاري.
لذا يجب على الحزب أن يعتمد على الكفاءات السياسية والثقافية لاختيار قيادة جديدة متمكنة قادرة على تلبية كافة متطلبات شعب كوردستان وطموحاته المستقبلية والحفاظ على الإنجازات والمكتسبات القومية من خلال مؤتمره الثالث عشر.


إدريس زوزاني
ألمانيا 21.10.2010