الكاتب إدريس زوزاني

الكاتب إدريس زوزاني

السبت، 20 نوفمبر 2010

"أسباب تشتت المجتمعات"


"أسباب تشتت المجتمعات"

لا يوجد هناك مجتمع حضاري متكامل وخال من العيوب ونواقص الحياة في جميع أنحاء العالم، حيث أن جميع المجتمعات المتقدمة عانت ولاتزال تعاني من مشاكل كثيرة وعاهات خطيرة كما أنها تشكو من ظواهر غريبة في صفوفها لكن بدرجات متفاوتة اعتمادا على المجتمع نفسه فكل مجتمع يختلف عن الأخر من حيث الفهم الثقافي والوعي الأخلاقي، لكن في النهاية تلتقي أو بالأحرى تتفق تلك المجتمعات مع بعضها في نقطة مشتركة وفي عدد من الجوانب الأساسية المهمة منها الجانب السلبي في مرحلة حياة شعوبها سواء كان على مستوى وضعهم الاجتماعي أو السياسي أو غير ذلك، ويؤثر هذا الجانب سلبا على تركيبة سكان كافة المجتمعات بما في ذلك أصالة محيطهم التاريخي من حيث الشكل والجوهر وخاصة عندما يبرز فيها وجها أخر غير الذي كان مرجوا أو متوقعا أو صيغة غير التي كانت متوقعة لاستمرار مسيرة الحياة لأفرادها ، لكن حينما تتعرض تلك المجتمعات إلى التفكك والتشتت في صفوفها لابد أن تكون هنالك أسباب تجعلها تشعر بوجود بعض السلبيات أدت إلى حصول بعض الأخطاء والثغرات من خلالها، لأن في بداية كل شرخ صغير بين المجتمعات تظهر سلبياته وتبدأ بالانحراف عن العادات والتقاليد الاجتماعية وهذه الظاهرة لها تأثيرها الفعال على المجتمع بأكمله، لهذا يجب أن تتم السيطرة عليها بطرق مناسبة لكونها أفعال ذاتية يحاول من خلالها فئة قليلة من أفراد المجتمع القيام بنشر وتعميم مضمونها على الجميع، والهدف منها تشويه وتشهير سمعة الآخرين بغض النظر عن مخلفات سلبياتهم على جميع أفراد المجتمع، والعامل المسبب لهذه السلبيات هو عدم قدرة وتمكن تلك الفئة من التكيف مع والواقع الحقيقي لمجتمعاتهم وهذا ما يؤدي إلى تشتت الشعوب عن بعضها.
كما يوجد جانب ايجابي تتفاخر به شعوب العالم وهذا الجانب هو المحرك الأساسي الذي تستطيع الشعوب من خلاله تكوين مجتمعات متحضرة ومتقدمة، وهو الوسيلة الصحيحة لتحقيق نجاحهم كما يعطي هذا الجانب حيزا مهما وضمانا أساسيا في حياة كافة الشعوب وخاصة عندما يتعلق الأمر بعاداتهم وتقاليدهم الاجتماعية التي يتباهى بها أبنائها في الحاضر كما تستفاد منها الأجيال في المستقبل، هناك عوامل كثيرة تساعد على تغيير إرادة الشعوب نحو الأفضل وتجعلها تمضي بالحياة نحو مسيرة التقدم والازدهار الاجتماعي من خلال تشخيص إيجابياتها، وأهم هذه العوامل هي توطيد العلاقات الاجتماعية وتوثيق الروابط المشتركة في ما بينها من خلال تحسين البنية الأساسية لترسيخ الأمن والاستقرار داخل صفوف المجتمع.
ومجمل هذه العوامل تأتي ضمن سياق الخصوصية الشخصية التي يمتلكها الفرد حسب المفهوم الاجتماعي المعمول به في إطار البيئة الاجتماعية التي يعيشها وهذه الميزة تاريخية يورثها الأبناء عن الأجداد منذ نشأتهم ويمر ذلك في جميع مراحل حياتهم بما في ذلك الوعي الثقافي والسلوك التربوي لتلك المجتمعات مركزين في ذلك على أهمية ودور العائلة والمشاركة الاجتماعية .
كما هو الحال في الوقت الحاضر داخل مجتمعنا العراقي ومنه الكوردستاني بكافة شرائحه حيث يضم في طياته كافة جوانب الحياة منه الجانب الايجابي كما يوجد السلبي لكن هذا لا يعني بان يستمر الحال على ما هو عليه وان تسير الأمور نحو الأسوأ لان عواقبه وخيمة وسوف تؤثر على الأجيال القادمة.
لذا يجب على الجميع تحمل مسؤولياتهم الاجتماعية تجاه مجتمعهم لكي تستمر الحياة نحو الأفضل لأن الزمن يمضي بسرعة ومسيرة الحياة سوف لن تتوقف والوقت كفيل بذلك ولن يرحم التاريخ احد.
إدريس زوزاني
ألمانيا 20.11.2010