الكاتب إدريس زوزاني

الكاتب إدريس زوزاني

الخميس، 15 مايو 2014

قتل المزارعين الأيزيديين في شنكال ... من المسؤول؟

بداية لابد ان نستنكر وندين بشدة العملية الاجرامية التي استهدفت مجموعة من المزارعين الأيزيديين الابرياء في مدينة شنكال من قبل مجموعة من الارهابيين والمتطرفين الذين لا يؤمنون بالعدالة الاجتماعية والتعايش السلمي بين افراد المجتمع العراقي بكافة اطيافه، ويعد هذه الجريمة ضمن مسلسل الارهاب المنتظم الذي يمارسها هذه الفئة الضالة ضد المدنيين العزل في المناطق
التي تتواجد فيها الاقليات الدينية في الدولة...
يحاول هؤلاء الارهابين من خلال مخططاتهم الخبيثة نشر لغة الخوف والرعب بين سائر المجتمعات في البلد للنيل من وحدتهم وانهيار امنهم واستقرارهم وتمزيق نسيجهم الاجتماعي ليضعف موقفهم في اتخاذ القرارات المناسبة الذي يصب في مصلحتهم مستقبلا ومواجهة المصير المجهول في مناطقهم، وعلى هذا الاساس يختارون الاقليات الدينية المسالمة هدف عملياتهم الاجرامية ويجعلوا من سفك دماء الابرياء والاعتداء على حرياتهم الشخصية اولوية لمناهجهم التخريبية... 
لا شك ان هذه الخلايا الارهابية الخارجة عن القانون تعمل ضمن برنامج اجرامي معين الهدف منه قتل الابرياء واخلال الامن والاستقرار في المناطق التي لا تستطيع الوصل اليها وزرع جذورها المريضة في احشائها بشكل مباشر، لذا اقدمت الى استهداف هؤلاء المزارعين الأيزيديين وانتقمت منهم من اجل خلق الفوضى ونشر الذعر في المنطقة من خلال اعتداءها الغادر على المواطنين العزل وحرمانهم من الحياة رغم صعوبتها...
جعلت الظروف القاسية والفقر من اهالي مدينة شنكال الاسراع  بالتوجه الى المناطق الساخنة التي قد يستطيعوا فيها الحصول على مصدر قوتهم اليومي بالرغم من معرفتهم خطورة الوضع وصعوبة الامر هناك، وفي الكثير من الاحيان تفرض الضرورات نفسها على الواقع المر الذي يعيشه المواطن الشنكالي ليقدم جراءها الى المجازفة بحياتهم والتوجه الى المناطق الساخنة من اجل لقمة العيش الكريم بغض النظر عن مواجهة التحديات والقتل الجماعي والظلم والتعسف كما حصل مع هؤلاء المزارعين الابرياء مؤخرا...
تعاني مدينة شنكال من الامرين، حيث الاهمال وحرمان المواطنين من حقوقهم المشروعة نتيجة الخلافات السياسية بين الحكومتين المركزية والإقليم، فمن جهة يعتبر المدينة تابعة لحكومة المركز من الناحية الادارية، ليفتقد جرائها ابسط مقومات الحياة وهي المشاريع الخدمية الضرورية الذي يحتاجها المواطنين، هذا لكونها تقع ضمن دائرة المناطق المستقطعة عن الإقليم والتي لا تزال مصيرها مجهولة وعودتها غير معلوم، لذا يجبر المواطن الشنكالي محاولة البحث عن لقمة العيش في المناطق الساخنة والخارجة عن سيطرة القوات الامنية ليستهدف من قبل المجاميع الارهابية ويتعرض الى القتل والظلم والاضطهاد...
هذا ومن جهة اخرى وبما ان المدينة كوردية بجميع مكوناتها ومحمية من قبل القوات الامنية التابعة لحكومة الإقليم، تتعمد حكومة المركز بعدم الاهتمام بها ولا يوفر لأهاليها متطلباتهم، لذا لا يكتفي لأبنائها الجانب الامني وحده دون ان يكون هناك مصادر اخرى للعيش والحياة، ومن الناحية القانونية ليس بمقدور حكومة الإقليم التدخل في شؤونها من ناحية الخدمات بشكل مباشر كون ميزانيتها تابعة لحكومة المركز وما يقدم لها من الخدمات المتواضعة من قبل حكومة الإقليم هي من ميزانيتها حيث حاجة مناطقها الماسة الى الكثير من الخدمات الضرورية...
لا يخفي بان هذه المدينة تحتاج الى الكثير من الدعم والاهتمام في جميع مجالات الحياة ولاعتبارات عديدة اهمها كون المدينة ضمن المناطق المستقطعة عن الإقليم وتفتقر الى المشاريع الخدمية المطلوبة ليضطر جرائها غالبية سكانها العاطلين في البحث عن فرص العمل في المناطق الاخرى، إضافة الى الحاق الاضرار الكبيرة التي شاهدتها جراء التعريب والتهجير القسري وحرمان اهلها من كافة وسائل الحياة، لذا يجب ان يكون لهذه المدينة نوعا من الاهتمام الخاص من الناحية الادارية ومن كلا الحكومتين المركزية والإقليم...
اخيرا لابد من الاشارة الا ان ما بين ماسي الفقر واعتداء الارهابيين وعناء الظلم واضطهاد الانظمة الدكتاتورية في السابق والخلافات السياسية بين الحكومتين المركزية والإقليم على مستقبل المناطق المستقطعة عن الإقليم ومن ضمنها مدينة شنكال، تسيل دماء الابرياء..... فيا ترى من المسؤول.
إدريس زوزاني
ألمانيا / 15/05/2014