الكاتب إدريس زوزاني

الكاتب إدريس زوزاني

الاثنين، 30 نوفمبر 2009

حوار مع الكاتب حول موضوع/ "الى أين يتجه الأيزيدييون"


حوار مع الكاتب حول موضوع
"إلى أين يتجه الأيزيدييون"

الواقع الأيزيدي في ظل التحولات والتغيرات السياسية الجارية في العراق.

1) ترى إلى أين يتجه الأيزيدييون؟
عندما يتحدث المرء عن مستقبل أي مجتمع عليه أن يذكر سلبيات وايجابيات ذلك المجتمع وفي كلا الحالتين لابد أن يتحدث عنه في مراحل عدة ويحاول أن يكون دقيقا في وصفه قدر الإمكان لأن الموضوع في غاية الأهمية وتقع المسؤولية الأخلاقية على عاتق المتحدث به.
لذا أجيب على فحوى الأسئلة المطروحة بالشكل التالي.
ا ـ وضع المجتمع الأيزيدي في المراحل السابقة بشكل مختصر.
عاش المجتمع الأيزيدي أصعب مراحل حياته في ظل أشرس واعنف الحكومات الدكتاتورية في المنطقة وفي فترات مختلفة من الزمن حيث واجه الكثير من الضغوطات من الناحية السياسية لكونه ينتمي إلى القومية الكردية وعليه تغيير هويته رغما عنه، هذا من جانب ومن جانب أخر مواجهة الضغوطات من الناحية الاجتماعية حيث التطرف العرقي والاضطهاد الديني من قبل الجماعات الإسلامية وخاصة في مدينة الموصل ذات الأغلبية الأيزيدية من حيث نسبة سكانها الأكراد ثم إساءة التعامل معهم من الجانب القومي.
ب ـ وضع المجتمع الأيزيدي في المرحلة الراهنة وباختصار.
لابد أن نتذكر بان هذا المجتمع يسكن في دولة متشعبة ومختلفة الأجناس يعيش فيها مع باقي أفراد المجتمع سواء كان في إقليم كوردستان موطنهم الأصلي التي تتمتع بالأمان وكونهم جزء من هذه القومية أو في المناطق المستقطعة من الإقليم والتي تعتبر مناطق ساخنة لا تزل تنزف من جراحها جراء الأعمال الإرهابية والمنتظر إعادتها إلى إقليم كوردستان في المستقبل، لكن على أبناء هذا المجتمع أيضا التعامل مع واقع الحال من خلال الانخراط في كافة مجالات الحياة وعلى أعلى المستويات، للحصول على حقوقه الكاملة بالطرق السليمة والسبل الكفيلة ليتجاوز صعوبات الحياة في هذه المرحلة.
ج ـ وضع المجتمع الأيزيدي في المهجر.
يعيش المجتمع الأيزيدي في المهجر بوضعية مختلفة عن وضعية موطنهم وهذه المرحلة تعتبر بالأصعب في حياته وأنها فرصة ثمينة عليهم استغلالها بشكل جيد ولعدة اعتبارات أولا لإثبات وجود هويته الاجتماعية حاله حال الآخرين كما إثبات هويته الدينية أثناء تواجده بشكل فعال ومؤثر بين بقية الشعوب في المهجر لذا يجب أن تؤثر عليهم الهجرة بشكل ايجابي وان يستفيدوا منها لإثبات العنصرين المهمين إلا وهما القومية والدينية في المستقبل.
2) لماذا ارتأى الأيزيدييون العمل بمعزل عن أحزابهم الكردية التي طالما أطاعوها؟
في الحقيقة إنني لا أرى هناك أي معزل بين إفراد المجتمع الأيزيدي والأحزاب الكردية على الإطلاق، وإن ما يحدث هو وهم يتخيل بها البعض من أبنائهم والذي يودي إلى الاختلاف في الرؤى والابتعاد في وجهات النظر بينهم وألا لا يوجد هناك أي انعزال يذكر بينهم، وان حدث بينهم انعزال يعتبر ذلك ضعف في أداء الواجب أو عدم إدراك حجم المسؤولية التي تقع على عاتق من يسبب في ذلك لذا على الجميع عدم التهرب من حجم المسؤولية الفعلية تجاه الواجب هذا من جهة أما مسألة الطاعة على الجميع أن لا يطيع غير واجباته ومسؤولياته في الحياة. وأي فرد يمتلك الجرأة الكافية بإمكانه أن يلعب دوره في تأدية واجبه أسوة بالآخرين.
3) كيف ستؤثر التحولات الأخيرة الممثلة بظهور التيارات الجديدة(القائمة المستقلة وسخط بعض الشخصيات الحزبية والحراك الشعبي الأيزيدي مثلاً) في القضية الأيزيدية؟
بالتأكيد كل خطوة عملية لها التأثير الايجابي على المجتمع الأيزيدي شريطة أن تكون تلك الخطوة مدروسة بشكل سليم يتناسب واقع حالهم ولا تؤثر على مجريات حياتهم السياسية أسوة بباقي أفراد المجتمع العراقي في مجال السياسية هذا من جانب ومن جانب أخر ليس لدي معلومات كافية حول معرفة جميع قادة تيار القائمة المستقلة لكن اعلم بأن معظمهم كانوا يعملون لدى مختلف الأحزاب السياسية في العراق، إلا أنهم لم يفلحوا بمواصلة العمل معها بالرغم من أن الأجواء كانت ملائمة أكثر من أي وقت أخر، فيا ترى كيف سيكون التواصل في قائمة ليس لها الإمكانيات الكافية من حيث التمويل والإسناد.
4) أين تكمن مصلحة الأيزيديين في الانتخابات القادمة، مع بغداد أم مع هولير، أم مع أنفسهم وحدهم؟
يجب أن لا تسيطر العاطفة على مشاعر الإنسان السياسي خاصة عندما يتعلق الأمر بمصير مجتمع بأكمله، لذا أرى أن مصلحة مجتمعنا الأيزيدي تكمن مع الجهة التي تحترم إرادته، ليس لهذا المجتمع مصلحة مع بغداد خاصة بعد معاناته الكثير من الظلم والاستبداد جراء السياسات العنصرية لأنظمتها الدكتاتورية قرابة النصف قرن تارة تعرض للاضطهاد بسبب الانتماء القومي وتارة أخرى المذهبي والديني بالإضافة الى التهجير والترحيل الى المجمعات ألقسري ليضيف مشاكل اجتماعية أخرى ...
أما مع هولير هناك بعض العناصر الأساسية تجعل المجتمع الأيزيدي اختيار هذا الطرف ليكون شريكه وهي العيش المشترك واللغة والهوية والانتماء القومي كما هناك أيضا اعتبارات سياسية حيث التوجيه المستمر والخطاب الموحد من القيادة الكردية تجاه هذا الشريحة من المجتمع والتركيز على أصالة قوميته الكوردية إضافة الى الحدود الجغرافية المشتركة والأماكن الدينية المقدسة التي تقع ضمن الحدود الإدارية لإقليم كوردستان أرى أن هذه الأسباب تكفي لتكون مصلحة هذا المجتمع تكمن مع هولير وليس غيرها.
أما مع أنفسهم دون غيرهم أرى الأمر في غاية الصعوبة لأنهم لا يملكون الخبرة الكافية في هذا المجال وليس لديهم القوة التنظيمية التي تساعدهم في النجاح بهذا الأمر والاهم من هذا أنهم لا يملكون خطاب سياسي موحد ولا أفكار متقاربة من حيث التوجه لذا ليس من المنطقي أن يكونوا وحدهم.
5) هل أن نظام الكوتا بضوابط نسبية يعتبر الحل الأمثل لمشاركة الأيزيديين العادلة في معظم أجهزة الدولة؟
أن حجم وقوة المجتمع الأيزيدي لا يتطلب نظام الكوتا في هذه المرحلة لأنها لا تخدم مصالح أبناء هذا المجتمع من الأساس لكون القسم الأكبر منه يقع ضمن حدود المناطق المستقطعة عن الإقليم وإعادتها تحتاج الى قرار سياسي والكثير من العمل لذا لن يحقق نظام الكوتا ذلك الطموح ومن ناحية أخرى سوف يكون هناك شرخ كبير داخل المجتمع الأيزيدي جرائها لسبب أو لأخر لذا لن تكون نظام الكوتا موفقا بالشكل المطلوب.
6) ما هو الحل الأمثل للأيزيديين في العراق، الانضمام إلى هولير أم إلى بغداد، أم المطالبة بحكم ذاتي مع الأقليات الأخرى في سهل نينوى لمناطقهم؟
المجتمع الأيزيدي ليس أقلية إذا ما قارناه مع الأقليات الموجودة في العراق، انه جزء من المجتمع الكوردي من الناحية القومية ولا يوجد هناك سبب لفصله عن قوميته أما عن مطالبتهم بالحكم الذاتي فأنهم ينتمون الى إقليم كوردستان وعليهم المطالبة بإعادة مناطقهم المستقطعة ليحصلوا على حقوقهم المشروعة ولينعموا بالخدمات الضرورية والمشاريع الصحية والانخراط في العملية السياسية ضمن الحدود الجغرافية للإقليم لينال ما يستحق من الحقوق بإرادته بعيدا عن مجازفة خاسرة.
7) ما هو مستقبل الأيزيديين السياسي في العراق بعامة وفي كوردستان بخاصة؟
يحتاج المجتمع الأيزيدي في كلا الحالتين إلى خطاب سياسي موحد بعيدا عن المنافع الشخصية ويفكر بمستقبل الأجيال القادمة ويبني قاعدة ثقافية واجتماعية متطورة لترسيخ روح التفاهم بين أبنائه من الناحية السياسية والتخلي عن نهج التوتر والتخلي عن الخلافات الداخلية لأنها تؤدي إلى تشتت المجتمع.

أخيرا لابد أن يعلم الجميع بان المجتمع الأيزيدي ليس غائبا عن الواقع السياسي في البلد وعليهم التكاتف من اجل خدمة مجتمعهم بالشكل المطلوب.
إدريس زوزاني
ألمانيا/ 30/11/2009

الأحد، 1 نوفمبر 2009

"لما هذا أيها الشيخ الجليل"

كان بأمكان سموك أن تكون أكثر صبرا وان تتمهل قليلا لترى ما سيحدث في المستقبل لمجتمعك في الآونة الأخيرة، لأنك صبرت وتحملت في ظروف أكثر صعوبة أن كانت هجرتك هذه المرة لسبب كهذا وتغلبت في الماضي المرير على أزمات معقدة اكبر حجما من الذي تواجهه حاليا إن كانت هناك أزمات حقيقية فعلا...
لأنه يعلم جميعنا كانت مكانتك محفوظة وكلامك كان وسوف يظل مسموعا لدى جميع الأطراف السياسية في البلد وكان بأمكانك أن تسير الأمور بالاتجاه التي أنت ترغب فيه وان تأمر بما تراه هو الأفضل لبني قومك وملتك...
نسألكم أيها الشيخ الجليل عن ما بقى من العمر ما الذي ستجنيه في بلد ليس لك فيه سلطة ولا حكم وعن ما الذي من الممكن أن تفعله لبني جلدتك من الخدمة هل سوف تكون لهم عونا لبضع سنوات إضافية للعيش في الغربة أو تسهل لهم الطريق لترك أرض إبائهم وأجدادهم الذي هي في الأساس مصدر قلق وخوف من الأنجاس والطامعين الذين طالما بحثوا ويبحثون عن فرصة كهذه ليستغلوا هجرة الأيزيديين لكي يستولوا على أملاكهم وأموالهم ويعتبرونها فريسة سهلة المنال...
أن كان موضوع هجرتكم حقيقيا فمن المؤكد بأنه سيؤثر سلبا على مستقبل الأيزيدية وسوف يكون بمثابة كارثة بالنسبة لهم. لذا نتمنى من سموكم العدول عن موقفكم والتراجع عن قراركم الأخير في مسالة اللجوء إن كان صحيحا قبل فوات الأوان ونصب مصالح المجتمع الأيزيدي فوق كل الاعتبارات الأخرى لان مجتمعنا بحاجة ماسة وخاصة في هذه الضروف إلى نصائح وإرشادات شخصكم الكريم لتوصيله إلى بر الأمان...
لأن هذا الموقف الصعب الذي نراه ألان هو بمثابة الهروب من المسؤولية لا هو في مصلحتكم ولا في مصلحة مجتمعكم خاصة بعد أن لزم الصمت موقفكم...
أن الالتجاء إلى الغربة ليست هي الوسيلة التي تحافظ به على مستقبل مجتمعك ولا أنها تليق بمقامك لا بل مواجهة أي مشكلة كبيرا كانت أم صغيرة في داخل البلد سياسية كانت أم اجتماعية يجب أن تواجهه بالمنطق وبشكل علني لتلتفت مجتمعك حولك ولكي تستشيرهم بمجريات الأحداث وان تواجه أي خلاف بأفضل أنواع المقومات والأساليب الديمقراطية المعاصرة لأنه معروف لدى الجميع بان سموكم رجل حكيم وتملكون الحنكة السياسية اللازمة أيام الشدة ولديكم القدرة الكافية لإيجاد أحسن الطرق لحل ومجابهة كافة المشاكل...
وكان من الأفضل لسموكم بان تضع النقاط على الحروف في الداخل أولا لكي يطلع الجميع على الضغوطات التي واجهتها إن كانت هنالك ضغوطات في الأساس وان تبين أيضا ما مخزي سر خروجكم المفاجئ من بين بني جلدتك ومن ثم توضيح تلك الأمور ونقاط الخلاف لأبناء الجالية الأيزيدية في الخارج لكي لا يكون الموضوع محل الشك واستفسار ولكي لا يستغل أصحاب النفوس الضعيفة هذه الفرصة .
وأخيرا تمنياتي لسموكم بالصحة والسلامة والعودة السريعة إلى أحضان مجتمعكم الذي ينتظر قدومكم على أحر من الجمر لسبب أو لأخر.

إدريس زوزاني
ألمانيا 01.11.2009

الأحد، 31 مايو 2009

"المجتمع الأيزيدي والانتخابات في الإقليم"

منذ فترة والمجتمع الكردستاني منشغل في أمور الانتخابات البرلمانية التي سوف تجري في الأيام القليلة القادمة في الإقليم، من الطبيعي أن تحدث أثناء إجراء أي عملية انتخابية في العالم مشاكل فكرية بين فئات المجتمع الواحد سواء كان هذا المجتمع متحضر ومتقدم أو مجتمع متحفظ ومتقيد بأفكاره المعقدة وهذا أمر طبيعي جدا لأن قواعد الديمقراطية تتطلب هذه الأفكار والآراء أي إن من حق الجميع أن يتمتعوا بالحرية في أي مكان يدعوا إلى الديمقراطية وإقليم كردستان جزء من هذه القاعدة البشرية، إن التوافق أو الاختلاف في وجهات النظر حالة اعتيادية بين جميع المكونات سواء كانت بين الأفراد أو الجماعات أو بين الأحزاب والقوى السياسية والتي يشتد التنافس بينها من اجل الحصول على أكثر نسبة من المقاعد لتكون لديها الأغلبية في تمثيلها السياسي داخل البرلمان وبالتأكيد الكل حسب نسبة نفوذه الاجتماعي أو السياسي في البلد، فيوجد هناك دائما الأكثرية والأقلية فيجب على الأقلية أن تطالب بحقوقها كما أن تنعم الأكثرية بها ولكن حسب المواثيق والأعراف المعمول بها دوليا ويفترض أن تنطبق هذه الحال على إقليم كردستان والعراق بشكل عام.
نتذكر جميعا قبل فترة قصيرة من الزمن جرت عملية انتخابية موسعة لمجالس المحافظات في العراق باستثناء إقليم كردستان وفي حينها كان الجميع واقصد هنا المجتمع الكردي وعلى وجه الخصوص الأيزيديين يترقبون عن قرب نتيجة الانتخابات في المناطق المتنازع عليها وخاصة المناطق التي يسكنها المجتمع الأيزيدي وبالتحديد في مدينة الموصل حيث كان الجميع متفائلين من حيث المبدأ بالنتيجة التي سوف تحققها القائمة المتآخية (الكردية) في حينها لم يفكر احد أو حتى يشعر من هم المرشحين لهذه القائمة لأي دين أو طائفة أو حزب ينتمون وخاصة في شنكال علما كان هناك حزب أيزيدي باسم الإصلاح والتقدم إلا أن أغلبية الأصوات الفائزة كانت من حصة القائمة المتآخية ومن نصيب المرشحين الأيزيديين وهذا كان متوقعا بفضل جهود الخيرين من أبناء المجتمع الأيزيدي، أتت النتيجة بشكل مرضي حسب حجم ونسبة سكان المدينة والتي كانت تتطلب ذلك في حينها ولكن شاء القدر بأن لا تتوافق قائمتهم مع القائمة الفائزة بالأغلبية في المدينة لحكرها كافة المناصب السيادية في المدينة ولا تزال المشكلة عالقة بينهم.
أن المرحلة الحالية تتطلب المزيد من الصراحة والثقة بالنفس كما يجب أن ننسجم مع الواقع الذي نعيشه وان نتجاوز مرحلة الضعف وان نتغلب على المقولة التي نرددها دوما بأننا أقلية ضمن المجتمع الكردي وان نتعامل مع الوضع السياسي بشكل أفضل وان نكتفي بان نستند على الآخرين للوصول إلى ما نريد تحقيقه من الأهداف السياسية لأن الأغلبية الساحقة من المجتمع الأيزيدي ينتمي إلى الأحزاب الكردية وبالأخص إلى الديمقراطي الكردستاني( البارتي ) والاتحاد الوطني ( اليكيتي ) وتمتلك هذه الأحزاب كوادر جيدة والمفروض على هذه الكوادر لكلا الحزبين على الأقل تبادل الآراء والأفكار في مثل هذه المواقف وخاصة في هذه الحالات لأن الانتخابات هي ظاهرة حضارية سواء كانت توافقية أو اختيارية وفي كلتا الحالتين يتطلب الأمر إلى كيفية التعامل مع كل حالة حسب أهميتها وضرورتها.
نحن الأيزيديين أيضا أكراد ولنا في الإقليم ما لغيرنا وعلينا واجبات يجب أدائها نعم نقول حصتنا قليلة كأيزيديين ولكن كان من المفروض أن نقول هذا في حينه وليس عندما ينتهي الأمر وبعدها نبدأ برشق الكلمات الجارحة على بعضنا البعض وان نلوم الآخرين ونوجه التهم على الجهة الفلانية أو ننتقد هذا المرشح لصفة ما والأخر لسبب ما.
حسب علمي كان عدد المرشحين الأيزيديين يتجاوز العشرة في الداخل بالإضافة إلى نفس العدد في الخارج ما عدا من لم يحالفه الحظ بذلك لسبب أو لأخر وهنا لا أريد ذكر هذه الأسباب حفاظا على مصداقية مقالتي، لكن الغريب في الأمر لم يجتمع هؤلاء الأشخاص مع بعضهم ولو لبضع دقائق ليختاروا في ما بينهم الشخص المناسب الذي من الممكن أن يخدم المجتمع الأيزيدي في حال وصوله إلى قبة البرلمان هذا وكان لكل واحد منهم مخاوف بان لا يكون الأفضلية أو الأولوية له.
نحترم كل من رشح نفسه لهذه المسؤولية ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم ننتقد الجهات المسئولة قبل إعلان أسماء الأشخاص المرشحين علما بان الجميع كانوا على علم مسبقا بأسماء المرشحين؟ إذا نترك الأمر لأصحاب الشأن ونأخذ بمقولة أهل مكة أدرى بشعوبها.
أن ما يؤلمنا كثيرا هو إهمال الأشخاص ذوي الخبرة في هذا المجال كان يجب على قيادتنا الأخذ برأي كوادرها أن كان يجب أن يكون المرشحين من الحزبيين وبعكس ذلك استشارة مديرية شؤون الأيزيدية أو مركز لالش الذي له دور كبير ومميز بين أفراد المجتمع الأيزيدي أو اللجنة الاستشارية الأيزيدية.

وأخيرا نتمنى بان يعوض الأيزيديين في مجالات أخرى من مجالات الحياة السياسية وان يأخذ ادوار مهمة في الحكومة القادمة لإقليم كردستان وليس من الضروري أن يكون الإنسان برلمانيا أو وزيرا بل هناك طرق كثيرة يمكن من خلالها أن يخدم الإنسان مجتمعه وان يكون بمثابة ذلك البرلماني أو الوزير إن كانت نيته صافية وليس هدفه المصلحة الشخصية الضيقة كما يجب على الإنسان أولا أن يقدم شيء ما قبل أن ينتقد ويلوم لان التغريد خارج السرب حالة مشعة وغير نافعة وعلى الحكومة القادمة أن لا تنسى المجتمع الأيزيدي لسد أفواه المغرضين اللذين يسعون إلى خلق الفتنة و إثارة البلبلة بين أفراد المجتمع لأن كردستان تحتاج إلى الكثير من أصحاب العقول النيرة في هذه الظروف ويوجد من بين أفراد المجتمع الأيزيدي من يمتلك خبرات عظيمة وصفات حميدة تتناسب مع الواقع الكردستاني.
إدريس زوزاني
ألمانيا/ 31/05/2009

السبت، 4 أبريل 2009

"المالكي في المصالحة مع البعث والخلاف مع الكورد"


الخلاف مع الكورد.
منذ فترة ويحاول المالكي أن يفرض سياسة أمر الواقع وإعادة عجلة الزمن إلى الوراء أي ما قبل 2003 حيث النظام الدكتاتوري وسيطرة الحزب الواحد والقائد الواحد ومفهوم الأمة العربية الواحدة وكل هذه المسائل تمهيدا لعرقلة حلول الخلافات في المناطق المتنازع عليها بشكل أو بأخر، هذا في الوقت الذي تشدد فيه القيادة الكوردية وباستمرار على أهمية أن تقوم الحكومة الاتحادية بحل كل الخلافات العالقة التي من شانها عرقلة العملية السياسية وتوقف المسيرة الديمقراطية في البلد. كما تؤكد دائما على تفادي نشوب ألازمات الخطيرة المحتملة بينها وبين الحكومة الاتحادية...
كما هو معلوم بأن العراق يعيش هذه الأيام بوادر اندلاع أزمات سياسية خطيرة وهذه ألازمات تحتاج إلى حلول جذرية ولكن يجب أن لا تكون هذه الحلول على حساب فئة معينة من الشعب العراقي بل على الجميع أن يتحملوا المسؤولية وان يتداركوا خطورة الوضع ومن المفروض عليهم أن يتنازلوا عن قسم من طموحاتهم السياسية. كما يجب أن تكون حقوق كافة أفراد الشعب مصانة وبالأخص حقوق الشعب الكوردي الذي نال الكثير من الماسي والظلم والاستبداد جراء حكم الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة في البلد...
أن تمسك وإصرار المالكي في تشكيل مجالس الإسناد ومخططه الأخير بشأن تغير الدستور وعدم الاهتمام لتنفيذ البنود والمواد الموجودة فيه وخاصة المتعلقة بمستقبل وحقوق الشعب الكوردي ومطالبتة بتحديد صلاحيات سلطة الإقليم وعدم الاعتراف بالعقود النفطية في كوردستان هي محل شك لدرجة جعل حكومة وشعب كوردستان يفكرون بعمق في خلفية هذا المخطط ويدرسون خطورته من جميع جوانبه على مستقبل البلد لأن تشكيلة هذه المجالس وعسكرة المدنيين شبيه بألوية الحرس الجمهوري في عهد النظام السابق ذالك الجيش الذي شرد الملاين من الأهالي وانتهك الحرمات وسلب الحريات الشخصية...
بالتالي فأن غاية المالكي مع الشعب الكوردي غير صادقة لا بل لهجته عدوانية لا تختلف عن لهجة سلفه الدكتاتور المقبور ونظامه البائد وان الاتفاقيات والبروتوكولات التي وقعها مع الجانب الكوردي كانت مزيفة ومبنية على أساس المصلحة الطائفية الضيقة لا غير...
إن هذه النوعية من السياسة محصلتها الخراب وجر البلاد إلى هاوية الحرب الأهلية والطائفية كما حصل في السابق.

المصالحة مع البعثيين.
إن ما يخطط له المالكي من الحوار والمصالحة مع البعثيين هدفه واضح وهو لم شمل الحقد القديم الجديد ضد الشعب الكوردي لإجهاض حقوقه وممارسة سياسة الظلم والاستبداد عليه...
فبدأ بأول خطوة وهي إعادة الضباط البعثيين الكبار من الجيش السابق إلى الخدمة وضمهم إلى صفوف القوات المسلحة وأسرع باتجاه تسليح هذه القوات التي تتمركز في المناطق المتنازع عليها لترهيب مواطني تلك المناطق والخطوة الثانية كانت إعلان خطة للانفتاح السياسي على كبار البعثيين في خارج البلاد من اجل عودتهم إلى الداخل وتواصل فكرة عسكرة المجتمع المدني إضافة إلى تحالفه الأخير مع بعض الكتل النيابية الشوفينية والمعادية للشعب الكوردي داخل البرلمان. كل هذه الخطوات بوادر لا تبشر بالخير وإشارات خطيرة إلى عودة الدكتاتورية إلى العراق الجديد...
أن المصالحة مع البعثيين وإن تمت، فلابد لها أن تكون بموافقة كافة الأطراف والجهات المشاركة في العملية السياسية في البلد وليس شخص المالكي وحزبه الذي عانة هو الأخر الكثير من الويلات طيلة سنوات نظام الحكم البائد معنيون بتلك المصالحة، هذا إن لم تكن غايتهم الغدر والسوء تجاه بعض الأطراف والقوة السياسية في البلد بشكل عام وتجاه الشعب الكوردي بشكل خاص أو إن لم يكن هذا النوع من المصالحة استفزازي وعلى حساب فئة معينة من الشعب لتغير التوازن في التركيبة السياسية ووضع الشروخ في عمق أرضية الواقع العملي في العراق الجديد.
في هذه الحالة سيكون الوضع في العراق صعب على الجميع والأيام القادمة ستكون أصعب إن لم تحل المشاكل العالقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم وخاصة قضية كركوك التي طال انتظار الكورد من اجل حلها ومن ثم بقية المناطق المتنازع عليها بالإضافة إلى الخلافات والمشاكل الإدارية الموجودة بينهم مثل عقود النفط في كوردستان ومسالة قانون النفط والغاز والبشمركه وكافة المشاكل الأخرى العالقة وبالتالي نتيجة هذه الخروقات من قبل المالكي ستودي إلى انهيار الوضع الأمني الهش ونشوب صراع قومي بين العرب والكورد قد يؤدي إلى انهيار الأمن الاستقرار ويدخل البلد من جديد في أزمات خطيرة في كافة النواحي وستكون عواقبه بالتأكيد وخيمة وهذا ما قد لا يتحمله الشعب العراقي الجريح.

إدريس زوزاني
ألمانيا 04.04.2009

الأربعاء، 11 مارس 2009

"المجتمع الأيزيدي وتحديات المستقبل"

حينما نتحدث عن الصعوبات والتحديات التي واجهت الكورد الأيزيديين وعن مستقبلهم لابد أن نتذكر الماضي الأليم الذي عاشته هذه الفئة من المجتمع من الذل والمهانة وعلى كافة الأصعدة أثناء فترات حكم الأنظمة السابقة في البلد، ان مثل هذا الاضطهاد يجب ذكره ليكتمل الوجه الحقيقي لتحديات مستقبل هذه الشريحة...
ويجب ذكر المخاطر التي واجهتها هذه الفئة من المجتمع العراقي والتي ذاقت مرارة الأيام والسنين المؤلمة أثناء مراحل حكم الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة في العهد الماضي ومنذ نشوء الدولة العراقية وهي كثيرة جدا نذكر بعضا منها وهي التهجير ألقسري وتعريب مناطقهم وسرقة أموالهم ومصادرة املاكهم إضافة الى سلب حريتهم الشخصية في حينها...
اما ما سنتحدث عنه هو التحديات التي تواجهه هذه الشريحة مستقبلا وفي المراحل التالية:
المرحلة الأولى:
مرحلة استعادة الثقة بالنفس والخروج من الوصاية الفكرية الضيقة والتعامل مع الواقع السياسي الجديد والتركيز على مفهوم مبادئ حقوق الإنسان وممارسة حياة جديدة في دولة ذات نظام جديد مليء بالثقة والاحترام مع بقية أفراد المجتمع بحرية وأمان والشعور بالحس الوطني والقومي ومحاولة كسر حاجز الخوف والرعب السياسي الذي فرضته عليهم الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة في البلد والاندماج مع المرحلة السياسية المتحضرة ذات القوانين والأسس الديمقراطية.
المرحلة الثانية:
مرحلة التطور وبناء المجتمع الكامل وهي التي تتطلب جهود إضافية من اجل تحقيق الأهداف السليمة والحقيقية لجعل هذه المرحلة تأخذ مجراها الصحيح، ففي هذه يجب إيجاد حلول بديلة لكل القضايا العالقة وتسوية كافة الأمور التي كانت في السابق تعترض طريق تقدم بناء المجتمع الأيزيدي الذي كان ضحية مواقفه القومية المشرفة ومحاولة سد الشرخ الذي سببته له تلك الانظمة الدكتاتورية لإبعادهم عن مجريات الاحداث...
وهنا يجب إيجاد وسيلة ملائمة لتغيير الواقع المأساوي والعمل بجد ومثابرة لتأسيس مجتمع مدني حر ونزيه وانشاء مؤسسات ادارية وثقافية وعلمية ذات مواصفات متقدمة وبأحدث الطرق الديمقراطية وبأسلوب حضاري متطور .
المرحلة الثالثة:
مرحلة تحديد الموقف السياسي، أن هذه المرحلة تفرض نفسها تلقائيا على مجريات الواقع الحالي حسب دستور الدولة الجديد، لذا على الجميع تدارك خطورة الوضع الأمني في المنطقة وأخذ الواقع الاجتماعي بعين الاعتبار في كافة الجوانب ومنها:
الأول- كون غالبية مناطق المكون الأيزيدي تقع ضمن حدود المادة 140 من الدستور العراقي والتي تعتبر تلك المناطق متنازع عليها، لذا يجب على أهالي تلك المناطق التركيز على العملية السياسية الجارية والاستفادة من ممارسة اسسها بشكل متقن لضمان تقرير مصير مناطقهم بأنفسهم.
الثاني- ان تكون كلمة الفصل كلمتهم وهذا يتطلب موقف سياسي واضح وصريح، كما يجب عليهم بذل المزيد من الجهود لتحقيق أهدافهم لذا عليهم الانخراط في العملية السياسية التي تتناسب مع واقع إقليم كوردستان وسياساتها لإيجاد الية مشتركة لاستعادة مناطقهم اداريا الى احضان الاقليم وممارسة حقوقهم المشروعة من خلال حكومة الاقليم بحيث تتفق هذه السياسات مع الواقع الحالي الذي يعيشه اهالي تلك المناطق.
بالتأكيد هذه الشريحة المهمة من المجتمع الكوردي الاصيل عاشت في ظروف صعبة في مراحل مختلفة من الزمن وامامها الكثير من المهام الاصعب في المستقبل، لذا يجب على الجميع النظر الى الواقع نظرة دقيقة وفي الزاوية التي يجدون فيها الامل لمستقبل مشرق لهم وإيجاد حلول جذرية لمواجهة التحديات التي قد تواجههم مستقبلا في البلد.
إدريس زوزاني
ألمانيا/ 11/03/2009

السبت، 28 فبراير 2009

"المجتمع الأيزيدي الفصل بين السياسة والعاطفة"

إن ما يشاهده المتتبع للإحداث في العراق من جدال وتباين في الآراء بين الأوساط الثقافية والسياسية من خلال الأحداث الأخيرة التي شهدها العراق أثناء إجراء الانتخابات الأخيرة لمجالس المحافظات في البلد وإظهار نتائجها من قبل المفوضية العليا للانتخابات والتركيز عليها من قبل المراقبين الدوليين والمحليين ومن ضمنهم الكتاب والمثقفين الأيزيديين...
نجد أن كل مثقف أو مهتم بالشأن الأيزيدي يحاول التعبير عن رأيه والتعليق على نتائج هذه الانتخابات حسب أفكاره وقناعته الشخصية، إلا أن معظم هذه الكتابات وإن لم تكن جميعها خاصة التي كانت تخص مدينة الموصل المدينة التي يقطن فيها أكثرية المجتمع الأيزيدي هي كتابات فرضية لا تستند على تحليل موضوعي وواقعي ملموس بل على الأغلب تستند إلى جانب أخر ألا وهو الجانب العاطفي، نجدهم من خلال كتاباتهم يحاولون مرارا وتكرارا بوضع اللوم على حكومة إقليم كوردستان والقيادات الكوردية بقلة الاهتمام بمناطقهم وعدم تحقيق إنجازات في كافة الأصعدة...
كما نجدهم خلال كتاباتهم يحاولون إظهار الجانب العاطفي وإخفاء الجانب الحقيقي الذي من المفروض أن يكون هو الأساس لإظهاره أمام المجتمع، إضافة إلى أنهم يحاولون استعادة جزء بسيط من حرية التعبير التي حرموا منها في السابق لعدم إمكانيتهم ممارستها خوفا من الأنظمة الدكتاتورية آنذاك...
أحيانا كانت عدم أمكانية المثقف في التعبير عن أرائه في تلك الفترة تأتي عن عدم تفهم هذه الأنظمة مبادئ حق حرية الرأي والهيمنة على الأقلام والعقول والضمائر الحية والنظيفة التي لم تكن تتناسب مع سياساتها وأفكارها المريضة مما كان يجعلها في خانة التآمر والخيانة ويعتبرها معادية لها...
أن أهداف هذه الأنظمة كانت واضحة وهي السيطرة على الصعيدين السياسي والعاطفي بين كافة فئات المجتمع، لهذا أرى بأن أكثر الكتابات تتجه نحو العاطفة أكثر من توجهها نحو الحقيقة التي لابد لها أن تفصل بين العاطفة والسياسة لأن ما يجري ألان هو أهداف ومصالح سياسية، هنا يجب على الجميع محاولة الاعتماد على قاعدتهم الجماهيرية والاستفادة من خبراتها وعدم الإفراط بالإمكانيات الفكرية والثقافية والسياسية لتلك القاعدة بدلا من التلكؤ في المواقف وتحميل الآخرين مسؤولية نتائج تلك المواقف لأن ما يمارسه الآخرون من الممكن ممارسته بقوة وإرادة تلك القاعدة الجماهيرية والإسناد عليها لغرض الحصول على الأهداف التي نتمناه في المستقبل.
الجانب السياسي.
في العراق الجديد انخرط الأيزيديون في العملية السياسية من جميع أبوابها كبقية أفراد المجتمع من غير أن يواجهوا الحواجز والعوارض في ذلك، اندمجوا مع الأحزاب والتنظيمات السياسية العراقية المختلفة ومنها الكوردستانية بشكل خاص ناضلوا في صفوف البيشمركة أصبحوا كوادر ونالوا وظائف إدارية ومناصب حكومية مهمة في الدولة، لا خلاف على ذلك، لم يتعاملوا معاملة لا تليق بمكانتهم ومستواهم السياسي بل كانت ولا تزال جميع الطرق المؤدية إلى التفوق في كافة المجالات مفتوحة أمامهم وفي جميع الأوقات...
علما إن الحقوق المشروعة تنال بالكفاح المستمر والجاد لا بالتمنيات والعواطف، وعبر المصالح المشتركة بين جميع المكونات في كافة أنحاء العالم لذا يجب على الجميع الاعتراف بالواقع الحقيقي للمجتمع وعدم الاحتكام إلى الجانب العاطفي والاعتماد على القاعدة الجماهيرية السليمة ومساندتها بكافة الوسائل وشتى السبل .
أخيرا وليس أخرا أود القول بأن بناء المجتمع المدني الناجح يتطلب التضحية الحقيقية والانسجام مع المواقف الصادقة والجريئة من جميع الأطراف التي تنوي المساهمة لبناء مجتمع متكامل.
لذا علينا أن نضع العواطف جانبا كما يجب علينا فصلها عن السياسة، وان نجعل مجال المشاركة فيه أوسع من المتوقع والساحة مفتوحة لكل من يجد في نفسه الكفاءة والقدرة.
إدريس زوزاني
ألمانيا/ 28/02/2009

الخميس، 5 فبراير 2009

"الموقف القومي للمجتمع الأيزيدي"

من خلال الانتخابات المحلية لمجالس المحافظات التي جرت في 31.01.2009 في البلد ولتحديد موقفهم القومي توجه الكورد الأيزيديين وبشكل مكثف إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في هذا المحفل السياسي الكبير وخاصة في هذه الفترة التي يجب فيها على الجميع تقرر مصيرهم وتامين مستقبل أجيالهم القادمة...
هنا اثبت الأيزيديين في هذه الانتخابات أنهم اكبر من جميع المحاولات التي من شانها فصلهم عن قوميتهم الكوردية الأصيلة كما اثبتوا بأنهم أقوى بكثير من كافة المخططات العنصرية التي يهدف إليها بعض الطائفيين من اجل بقاء المناطق التي يقطنها الأيزيدييون محرومة من جميع الخدمات الحياتية وفي كافة الاصعدة وخاصة الصعيد السياسي منه من خلال خلق الفتنة وإثارة البلبلة وزعزعة الأمن وترهيب المواطنين ودخل الرعب في نفوسهم...
سوف تكون نتائج هذه الانتخابات بالدليل القاطع للموقف المشرف والشجاع لهذه الشريحة الأصيلة من الشعب الكوردي من أجل اثبات قوميتهم التاريخية للأخرين، كما إنها إشارة واضحة لهؤلاء العنصريين والطائفيين الذين حاولوا بشتى الطرق والوسائل ولا يزال يحاولون إبعاد المكون الأيزيدي عن العملية السياسية في البلد بأنهم غير قادرين على وقف قدرات هذه الشريحة لتغيير الموازين السياسية أيام المحن على الأقل في مناطقهم، كما اثبتوا الأيزيدييون بان اختيار ممثليهم يجب أن يكون برغبتهم وأرادتهم ولا يمكن قبول الضغوطات من الأخرين او يفرض عليهم الاختيار الاجباري وخاصة أنهم يدركون حجم المسؤولية التي تقع على عاتقهم في هذه المرحلة..
هنا تبدأ المراهنة الحقيقية على مستقبل المناطق التي يقطنها هذه الفئة من المجتمع الكوردي خاصة بعد إعلان النتائج النهائية لهذه الانتخابات وإظهار أسماء الاعضاء الجدد الذين سيمثلون الأيزيديين في مجلس محافظة الموصل المنتخب ومدى أبداء حرصهم وإظهار كفاءاتهم في تحمل المسؤولية الأخلاقية التي تقع على عاتقهم تجاه اهلهم، لذا يجب عليهم بذل اقصى الجهود لترسيخ حقوق شعبهم وتحسين مستوى الخدمات في مناطقهم وجعل مصلحة المواطنين من أولوية أعمالهم...
سوف تكون لنتائج الانتخابات في المناطق المتنازع عليها صداها الواسع في الوسط السياسي في المنطقة لأنها بمثابة حسم الموقف لصالح قائمتهم الانتخابي في التشكيلة الجديدة لأعضاء مجلس محافظة نينوى وتظهر نسبة الكورد الحقيقي فيها، والذي ستشكل ورقة ضغط قوية على الحكومة المركزية لتنفيذ بنود المادة140 من الدستور العراقي في مناطقهم، والذي يعتبر جزء من حقوقهم المشروعة وليس فضلا او صدقة يطلبها ابناء هذه الشريحة المهمة من الشعب الكوردي من الآخرين بل انها حقوق سلبت منهم طوال فترات الأنظمة السابقة...
واخيرا لابد من الاشارة الى ان الأيزيديين اثبتوا للجميع صدق موقفهم  اثناء المشاركة الكثيفة في هذه الانتخابات دفاع لحقوقهم وسخاء لموقفهم القومي.
إدريس زوزاني
ألمانيا/ 05/02/2009

الأربعاء، 21 يناير 2009

"التصويت لصالح القائمة المتآخية 236 هو واجب قومي مقدس"


أيام قليلة تفصلنا عن انتخابات مجالس المحافظات في العراق والعيون تترقب القائمة المتآخية (236) في الموصل الحدباء.
إن تقرير مصير معظم الأيزيديين في العراق مرهون بهذه الانتخابات و بأمكان المرء القول بان التصويت لصالح القائمة المذكورة هي خطوة مهمة وجادة لتطبيق المادة 140 من الدستور العراقي المختص لحل المشاكل العالقة في المناطق المتنازعة عليها كما أنها فرصة ثمينة للم شمل المجتمع الأيزيدي والحفاظ على هويته القومية الكوردية الأصيلة .
في هذه المرحلة المهمة والصعبة يجب على الجميع أن يتحملوا المسؤولية القومية والدينية وان يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع بكل إرادة وقوة وأن يصوتوا لصالح قائمة نينوى المتآخية 236 لأن المشاركة الفعلية والتصويت لصالح هذه القائمة هو أساس لتحقيق المطالب الأيزيدية المشروعة في تلك المناطق .
مما لاشك فيه أن التصويت لصالح هذه القائمة هو المحرك الرئيسي والتوجه الصحيح لإفشال كل المخططات العنصرية ضد شعبنا الكوردي في المناطق التي تشملها هذه القائمة وهو سلاح ذو حدين لمحاربة الفتنة الطائفية والقومية بين جميع شرائح المجتمع، كما أنها ضربة قوية لدحر قوة الظلام وكافة المحاولات الشوفينية البعثية القذرة التي من شأنها إبعاد الايزيديين عن إقليم كوردستان وعدم مشاركتهم مع قائمة التحالف الكوردستاني.
إن إرادة المجتمع الأيزيدي أقوى من كافة الطموحات السياسية الرخيصة التي يرجو إليها الطامعون أعداء مجتمعنا الكوردي واللذين يحاولون دوما زرع بذور الشر بين المجتمعات المسالمة التي تريد العيش بحرية وأمان.
إن مسؤولية إنجاح هذه الانتخابات في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها العراق مرهون بالتكاتف والتفاهم وتوحيد الصفوف والتفكير بالجدية في مستقبل أبناء مجتمعنا الأيزيدي وعدم إبعاده عن انتمائه القومي.
وهنا يأتي دور المرشح الذي يجب عليه تحمل المسؤولية الأخلاقية تجاه بني جلدته في هذه الانتخابات كونه محل ثقة الناخب الذي يضع أماله عليه كما يجب عليه أن يكون قادرا على الدفاع عن مكتسبات شعبه وتأدية الواجب الذي يقع على عاتقه بإخلاص وأمانه بعيدا عن المصالح الشخصية الضيقة.
انه اليوم الذي يحلم به كل من يريد أن يعيش سعيدا وآمنا على مستقبل أجياله وبين قومه وأهله ولابد أن تتوحد جهود كافة الخيرين لإنجاح هذه الانتخابات لكي تعود كافة المناطق التي يقطنها الأيزيديون إلى أحضان إقليم
كوردستان الحبيبة.
وفي النهاية أتمنى التوفيق والنجاح لكل مرشحي القائمة المتآخية(236)في نينوى ووفق الله جهود كافة الخيرين من أبناء مجتمعنا.

إدريس زوزاني
ألمانيا 21.01.2009

الخميس، 15 يناير 2009

"صراحة الرجل الحكيم...والحقد الطائفي اللئيم"


تعودنا مثل كل مرة أن نسمع من الرئيس مسعود البارزاني صراحته ونقاوة جوهره وصفاء قلبه وحرصه على وحدة ومستقبل البلد لا بل توجيهاته دائما إلى نشر لغة التسامح والتعايش السلمي بين جميع أفراد الشعب العراقي من غير أن يجد الفرق بين كافة أطيافه مع حرصه الشديد والغير قابل للمساومة على نضال وحقوق الشعب الكردي في العراق الديمقراطي الفدرالي الموحد...
أن رسالته الأخيرة والموجه إلى الشعب العراقي بتاريخ 01.01.2009 تدل إلى الصفات الحميدة التي يتميز بها هذا القائد دائما والتي لا تتوفر في كل الأوقات مع الساسة الآخرين والدليل على ذلك دعوته الصادقة وبشكل دائم ومستمر إلى تعزيز الكفاح لإنجاح المصالحة الوطنية الشاملة وحل كافة المشاكل العالقة على أساس القانون والدستور الذي صوت عليه أغلبية الشعب العراقي وجعل الحوار المتبادل بدلا من إثارة الفتنة الطائفية واعتبار العدالة هي الفاصل والحكم بين مختلف المكونات في المجتمع وليشعر الجميع بالشراكة الفعلية في العراق الجديد...
ففي كل زمان ومكان أبدى هذا الرجل حرصه الشديد على وحدة وسلامة أراضي العراق كما أكد ومازال يؤكد على ضرورة التعايش السلمي بين الشعبين الكردي والعربي في البلد، شرط أن يحترم الآخرون حقوق ونضال الشعب الكردي وان لا يتعرضوا لثوابته القومية ومكتسباته الشرعية وكان سباقا في كل مرة لمصارحة الآخرين بما يجري من التطورات السياسية في البلد، كما كان من أوائل المطالبين بالمصالحة الوطنية ومن أكثر المشجعين إلى حل المشاكل الداخلية بطريقة الحوار المباشر بين كافة الأطراف والفصائل المتناحرة في البلد...
وبعكس كل ما يقوم به هذا الرجل الكريم من المواقف الوطنية المشرفة تجاه هذا البلد إلا إننا نتفاجئ بين حين وأخر بالتصرفات العنصرية من بعض السياسيين المتطرفين، بحيث تعكس الصورة الجميلة التي يتميز بها الخيرين من أبناء هذا الشعب...
وهذه التصرفات تدل على إن الحقد الدنيء الذي يكنه بعض المغفلين السياسيين الطائفيين في قلوبهم تجاه الشعب الكردي والذين لا يزالوا يفكرون بالعقول الشوفينية والمواقف العنصرية، نذكرهم بأنهم يعيشون في وهم عميق، كما نذكرهم بأن الكرد ليس أعداء للشعب العراقي واصلا للمشاكل كما يعتقدون هم. إنما سياساتهم الدكتاتورية وأنانيتهم الطائفية هي التي أوصلت البلد إلى المهالك والمأزق الكبيرة، كما نسوا أو يتناسوا بان الأكراد أيضا شركاء معهم في البلد ولهم فيه ما لغيرهم وأداء الواجب الوطني مطلوب من جميع شرائح المجتمع العراقي...
أن ما يجري بين كل حين وأخر من المهاترات السياسية من قبل بعض من القيادات العراقية العربية هدفه زعزعة الاستقرار وإخلال الأمن وزرع الرعب في نفوس المواطنين لغرض طموحاتهم السياسية، فكلما وجد الحديث في ما يتعلق بالقضية الكردية نجدهم يسارعون إلى خلق المشاكل لغرض عدم إيجاد حل لهذه القضية العادلة، بداء من قضية كركوك وهي الأساس ثم بقية المناطق المتنازعة عليها وانتهاء بمسالة استخراج النفط في مناطق الإقليم...
بالتالي سوف يعيش الشعب الكردي معززا مكرما ومحررا طالما أنجبت كردستان وما تزال تنجب شخصيات بارعة دافعو ويدافعون عن حقوق شعبها المشروعة ولن تؤثر السياسات الطائفية على تحرير الشعوب المناضلة مهما تكون شدتها.

إدريس زوزاني
ألمانيا 15.01.2009