الكاتب إدريس زوزاني

الكاتب إدريس زوزاني

الأربعاء، 11 مارس 2009

"المجتمع الأيزيدي وتحديات المستقبل"

حينما نتحدث عن الصعوبات والتحديات التي واجهت الكورد الأيزيديين وعن مستقبلهم لابد أن نتذكر الماضي الأليم الذي عاشته هذه الفئة من المجتمع من الذل والمهانة وعلى كافة الأصعدة أثناء فترات حكم الأنظمة السابقة في البلد، ان مثل هذا الاضطهاد يجب ذكره ليكتمل الوجه الحقيقي لتحديات مستقبل هذه الشريحة...
ويجب ذكر المخاطر التي واجهتها هذه الفئة من المجتمع العراقي والتي ذاقت مرارة الأيام والسنين المؤلمة أثناء مراحل حكم الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة في العهد الماضي ومنذ نشوء الدولة العراقية وهي كثيرة جدا نذكر بعضا منها وهي التهجير ألقسري وتعريب مناطقهم وسرقة أموالهم ومصادرة املاكهم إضافة الى سلب حريتهم الشخصية في حينها...
اما ما سنتحدث عنه هو التحديات التي تواجهه هذه الشريحة مستقبلا وفي المراحل التالية:
المرحلة الأولى:
مرحلة استعادة الثقة بالنفس والخروج من الوصاية الفكرية الضيقة والتعامل مع الواقع السياسي الجديد والتركيز على مفهوم مبادئ حقوق الإنسان وممارسة حياة جديدة في دولة ذات نظام جديد مليء بالثقة والاحترام مع بقية أفراد المجتمع بحرية وأمان والشعور بالحس الوطني والقومي ومحاولة كسر حاجز الخوف والرعب السياسي الذي فرضته عليهم الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة في البلد والاندماج مع المرحلة السياسية المتحضرة ذات القوانين والأسس الديمقراطية.
المرحلة الثانية:
مرحلة التطور وبناء المجتمع الكامل وهي التي تتطلب جهود إضافية من اجل تحقيق الأهداف السليمة والحقيقية لجعل هذه المرحلة تأخذ مجراها الصحيح، ففي هذه يجب إيجاد حلول بديلة لكل القضايا العالقة وتسوية كافة الأمور التي كانت في السابق تعترض طريق تقدم بناء المجتمع الأيزيدي الذي كان ضحية مواقفه القومية المشرفة ومحاولة سد الشرخ الذي سببته له تلك الانظمة الدكتاتورية لإبعادهم عن مجريات الاحداث...
وهنا يجب إيجاد وسيلة ملائمة لتغيير الواقع المأساوي والعمل بجد ومثابرة لتأسيس مجتمع مدني حر ونزيه وانشاء مؤسسات ادارية وثقافية وعلمية ذات مواصفات متقدمة وبأحدث الطرق الديمقراطية وبأسلوب حضاري متطور .
المرحلة الثالثة:
مرحلة تحديد الموقف السياسي، أن هذه المرحلة تفرض نفسها تلقائيا على مجريات الواقع الحالي حسب دستور الدولة الجديد، لذا على الجميع تدارك خطورة الوضع الأمني في المنطقة وأخذ الواقع الاجتماعي بعين الاعتبار في كافة الجوانب ومنها:
الأول- كون غالبية مناطق المكون الأيزيدي تقع ضمن حدود المادة 140 من الدستور العراقي والتي تعتبر تلك المناطق متنازع عليها، لذا يجب على أهالي تلك المناطق التركيز على العملية السياسية الجارية والاستفادة من ممارسة اسسها بشكل متقن لضمان تقرير مصير مناطقهم بأنفسهم.
الثاني- ان تكون كلمة الفصل كلمتهم وهذا يتطلب موقف سياسي واضح وصريح، كما يجب عليهم بذل المزيد من الجهود لتحقيق أهدافهم لذا عليهم الانخراط في العملية السياسية التي تتناسب مع واقع إقليم كوردستان وسياساتها لإيجاد الية مشتركة لاستعادة مناطقهم اداريا الى احضان الاقليم وممارسة حقوقهم المشروعة من خلال حكومة الاقليم بحيث تتفق هذه السياسات مع الواقع الحالي الذي يعيشه اهالي تلك المناطق.
بالتأكيد هذه الشريحة المهمة من المجتمع الكوردي الاصيل عاشت في ظروف صعبة في مراحل مختلفة من الزمن وامامها الكثير من المهام الاصعب في المستقبل، لذا يجب على الجميع النظر الى الواقع نظرة دقيقة وفي الزاوية التي يجدون فيها الامل لمستقبل مشرق لهم وإيجاد حلول جذرية لمواجهة التحديات التي قد تواجههم مستقبلا في البلد.
إدريس زوزاني
ألمانيا/ 11/03/2009

ليست هناك تعليقات: