الكاتب إدريس زوزاني

الكاتب إدريس زوزاني

السبت، 15 أبريل 2006

"التسمية الحقيقية لمدينة شنكال"

شنكال احدى المدن الكوردية العريقة التي يعود تاريخها الى الاف السنين وتعتبر من اقدم المدن في العراق والمنطقة، تشتهر هذه المدينة بجمال طبيعتها وشموخ جبالها وكرم أهلها منذ القدم، غالبية سكان هذه المدينة التاريخية من أبناء المكون الأيزيدي المعروف بكرمهم وتسامحهم مع الآخرين، تعرضت مدينة شنكال الى الكثير من الظلم والاستبداد منذ نشأتها ولحد يومنا هذا، حيث وقعت تحت سيطرة العديد من القوى ودخلتها الكثير من الجيوش وحكمتها عدة امبراطوريات في اوقات مختلفة من الزمن لكنها قاومت الجميع ولم تستسلم لحكم احدهم، فقد سيطرة عليها الرومان ابان حكم إمبراطورتيهم المنطقة لكنها هزمتهم، حكمها السلاجقة وقاومتهم، حكم عليها العباسيين لتقع تحت سلطة الخلفاء لفترة من الزمن وجرى خلال فترة حكمهم حروب كبيرة بين المسلمين والصليبين ولم تستسلم لإرادتهم، قاومت عماد الدين الزنكي بعد ان فرض سيطرته عليها وعلى المناطق المجاورة لها اثناء حكمه ولم تخضع لحكمهم، هزمت الجيوش التركية أبان الاستعمار العثماني، وحاربت الانكليز ايام احتلالها الدولة العراقية، واخيرا قاومت الأنظمة الدكتاتورية في العراق رافضة الظلم والاضطهاد في ذلك العهد وشارك رجالها الحركة التحررية الكوردية مع قيام ثوراتها، لتتعرض المدينة جرائها للترحيل والتهجير ألقسري ثم تغيرت جغرافيتها وكذلك اسمها إلا أنها لم تستسلم وظلت تقاوم الى يومنا هذا...
لكن الغريب في الأمر ما نسمعه بين الحين والأخر من أخبار لا تسر الخاطر وتهز ضمير الإنسان الأيزيدي حول التسمية الكوردية الحقيقية لهذه المدينة الأصيلة والتي اشتهر بها أهلها وهو أسم شنكال، ولهذا الاسم أهمية كبيرة في جميع أنحاء كوردستان لكونه جزء لا يتجزأ عن جسد وتاريخ الشعب الكوردي، لذلك حاول العنصريين تغيير تسميتها الحقيقية واستبدالها بتسمية اخرى مزيفة وغير محببة لدى ابناءها وذلك لأغراض سياسية، الا وهي تسمية سنجار الدخيلة لكنهم لم يفلحوا بذلك وعادت شنكال لتسميتها الأصيلة بعد نهاية الحقبة السوداء في تاريخها ...
فعلا إنها (شنكال) وليست (سنجار) الاسم المستعار كما يرغب البعض تسميتها، هي تلك المدينة التاريخية التي لا تقبل غير أصالتها ليتباهى بها أبنائها الشجعان في جميع الأوقات ولعل أهلها هم أفضل من ينطقون لفظ تسميتها من غيرهم ويتلذذون بمعنى مفهومها الشنكالي، وتغيير تسميتها المصطنعة أو الدخيلة (سنجار) لا تعني ناسها سوى تعريبها، لتصبح تسمية ثقيلة يصعب عليهم استخدامهاّ، لا بل حتى سماعها لأنهم عانوا الكثير من الظلم والدمار من ورائها...
لذا يجب نطقها بـ (شنكال) التسمية التاريخية العريقة التي يعرفها كل فرد أيزيدي وكأنها جزء من حياته الاجتماعية والثقافية، ويجب أن يعلم أعدائها هذا الشيء لأنها كانت قلعة الصمود وتبقى الى الأبد...
وكما هو معلوم لدى الجميع مهما تغير شكل شنكال العزيزة أو سكنت فيها شعوب وقوميات وعانقت الأديان والمذاهب إلا أنها ستبقى شنكال تلك الجوهرة الثمينة التي لا تتغير اصالتها، لأنها دون تسميتها الحقيقية تفتقد طعمها الذي هو طعم تين جبالها الأشم وفي النهاية سوف تبقى شنكال من أروع المدن الأيزيدية والكوردستانية رونقا وجمالا كجمال أهلها وناسها الطيبين.
إدريس زوزاني

ألمانيا/ 15/04/2006

ليست هناك تعليقات: