الكاتب إدريس زوزاني

الكاتب إدريس زوزاني

الأربعاء، 19 فبراير 2014

"مشاركة المرأة الكوردية في الأجهزة الأمنية والعسكرية"

بداية أتوجه بتحية خاصة إلى جميع نساء كوردستان لما بذلوا من جهد طوال تاريخ الحركة التحررية الكوردية جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل في كافة الثورات المشرفة، حقا أنها كانت ولا تزال السند القوي والمدافع الأمين عن هذه القضية العادلة التي واجهت جرائها الكثير من الصعوبات وذاقت مرارة العذاب طوال حياتها وتحملت قسوتها، لذا فهي تستحق كل التقدير والاحترام...
هنا لابد أن نشيد بالخطوة المهمة والفريدة من نوعها عندما نشاهد المرأة الكوردية تشارك اليوم في صلب أجهزة الدولة بكافة صنوفها وبكل ما تمتلك من الجرأة أثناء القيام بواجبها إضافة إلى الثقة العالية بالنفس عند تقاسمها ساعات العمل مع زميلها الرجل ومضاعفة الجهود من اجل الحفاظ على كرامة المواطن الكوردي وحماية ممتلكاته في الإقليم، وتعتبر المشاركة في هذا المجال خدمة جليلة يكتب لها التاريخ بحروف من ذهب لتؤدي بذلك إلى التغيير في واقع حياتها في المراحل المستقبلية...
إنما الذي يلفت الكثير من الأنظار والانتباه هو الإقبال الملحوظ والمشاركة الفعالة للعنصر النسوي مؤخرا في سلك الشرطة المحلية والعمل المتواصل مع زميلها الرجل بنفس الحماس في أوقات العمل بغض النظر عن كونها امرأة، لا بل تفتخر بان يكون لها الدور في جميع مراحل العمل شعورا منها بالمسؤولية المهنية في هذا المجال وهذه الخطوة نابعة من الإرادة القوية والوعي الكامل للمرأة الكوردية المعاصرة وهي تتقدم نحو هذا التوجه...
كما هو الحال عند مشاركتها في سلك شرطة المرور مع إنها على يقين ودراية كاملة بان هذا العمل فيه الكثير من الصعوبات من الناحية العملية سواء كانت الجسدية أو الفكرية منه إلا إنها أقدمت إليه بكامل حريتها، وقد تكون هذه سابقة جديدة تحدث في بلدنا مع أنها حالة طبيعية ومعمولة به في اغلب الدول الغربية دون أن يكون هناك فرق بين الجنسين أثناء أداء الواجب في هذا المجال أو مزاولة العمل في بقية الأصعدة، لذا فان تشجيع المرأة الكوردية في مثل هذه الخطوة الجريئة والمهمة واجب قومي ووطني...
إن المشاركة الفعالة للمرأة في القوات المسلحة وبقية الأجهزة الأمنية في إقليم كوردستان له الدور المشرف والحضور المميز في كافة مفاصلها، لذا على الجهات المعنية دعمها ومساندتها من اجل أن تتفوق في جميع خطواتها وتستمر في مسيرتها نحو الاتجاه الصحيح، لان العمل مع هذه الأجهزة ليست بالأمر السهل بل يحتاج إلى الكثير خاصة عندما تكون المرأة هي صاحبة الشأن... 
أخيرا تمنياتنا للمرأة الكوردية بالنجاح في هذه المهمة المباركة ولها الموفقية في هذا الاختيار السليم وبالرغبة الصادقة التي تواجه بها التحديات وعليها بالمزيد من الجهود ومضاعفة الخطوات المماثلة في كافة جوانب الحياة من اجل أن تنال حقوقها العادلة والكاملة.
إدريس زوزاني
دهوك/ 20.02.2014 

ليست هناك تعليقات: