الكاتب إدريس زوزاني

الكاتب إدريس زوزاني

الثلاثاء، 10 فبراير 2015

"البيشمركة يحارب الإرهاب نيابة عن العالم"

ليس من السهل عندما نشاهد أبطال قوات البيشمركة وهم يقاتلون بأسلحتهم التقليدية الخفيفة اليوم أكبر قوة إرهابية متوحشة ومجهزة بأحدث أنواع الأسلحة المتطورة والفتاكة بعدما استولوا عليها عند مهاجمتهم القوات العراقية النظامية في مدينة الموصل والسيطرة عليها في صيف 2014...
عندئذ وضعت قوات البيشمركة حماية مواطني كوردستان نصب أعينها ورأت ان التدخل في هذه الحرب المدمرة أمر ضروري لابد من خوضها، وبالرغم من عدم دخولهم في معارك برية في السابق، كما إنها لم تدخل في حرب المدن والشوارع ولم تقاتل مع أي قوة معادية لها من ذي قبل...
إن الحروب السابقة التي خاضتها قوات البيشمركة مع الأنظمة المتعاقبة طوال الأعوام الماضية كانت حروب جبلية غير منظمة وكانت أكثرها دفاعية لحماية نفسها، وكان حينها لعدم إيجاد فرصة للتدريب في المعسكرات الرسمية بالشكل المطلوب، بل كان اعتماده الكلي على الخبرات العسكرية المتواضعة، واستناده على كيفية مباغتة العدو، ومقاتلته بالأساليب الاعتيادية من أجل الدفاع والمقاومة...
أما اليوم وفي الوقت الراهن تقاتل قوات بيشمركة كوردستان بكل جدارة واقتدار دفاعا عن أرضها وكرامتها على جبهة طولها أكثر من الف وأربعة مائة كيلومتر، أشرس تنظيم إرهابي في العالم وأكثرها وحشية على وجه الأرض، ألا وهو تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسمى ب (داعش) والذي أصبح مصدر خوف وتهديد لمستقبل جميع دول العالم في هذا العصر الحديث، ولكونه يشكل خطرا حقيقيا من خلال برنامجه  الإرهابي الواضح...
لقد تصدى قوات البيشمركة إطلاقا من إيمانه وقوة إرادته لجميع الهجمات الإرهابية  التي استهدفت الكثير من المدن وفي مناطق مختلفة من الإقليم، واوقفت طابور زحفهم الشنيع تجاه العاصمة اربيل. بعدها أدركت الدول الغربية بأن هذه التنظيمات لها مخطط إرهابي أوسع من ما كان يدور في مخيلتهم، كما أدركوا في الوقت نفسه بأن قوات البيشمركة هي الوحيدة التي تمكنت من الوقوف بوجه همجية هذه التنظيمات الإرهابية، لكن ليست بهذه الأسلحة الخفيفة التي يمتلكونها، لذا سارعت العديد من الدول بتزويدهم الأسلحة المتطورة من أجل الاستمرار في إمكانية مقاومة الهجمات الإرهابية الكبرى، وأدركت أيضا باحتياجهم الى الخبرات العلمية من الجانب العسكري وبأنهم يحتاجون الى المزيد منه، لذا أبدت تلك الدول باستعدادها لتدريب قوات البيشمركة على أحدث انواع الأسلحة المقدمة لهم. إضافة الى مساندته من قبل الدول الكبرى في المجال الجوي عبر الطائرات الحربية العالية الدقة، هذا على أرض الواقع من الجانب العسكري...
أما من الجانب الدبلوماسي لقد استطاعت القيادة السياسية في إقليم كوردستان من خلال تحركاته الموفقة الى جذب انتباه أغلب دول العالم الى الظروف الصعبة التي يعيشها أبناء الشعب الكوردي جراء الحرب المفروضة عليه والخطر الذي يهدد مستقبله، لذا فرض الأمر على السياسة الغربية أن تحاور في اروقتها الداخلية كيفية طرق التعامل مع سياسة الإقليم والنظر الى واقع الشعب الكوردي على أساس التطلع نحو التطور والازدهار مستقبلا، للتخلص من الظلم والاضطهاد الذي ناله طوال تاريخه من تلك الدول التي لاتزال تحتل جميع أجزاء كوردستان...
إن الحرب التي يخوضها البيشمركة مع مسلحي التنظيمات الإرهابية اليوم سجلت لشعب كوردستان تاريخ جديد مليء بالإعجاب بين بقية الشعوب وجعل العالم كله يفتخر بمواقفه البطولية الجبارة، وكما تدارك العالم بأسره بأن هذا الشعب المظلوم يستحق العيش في الحياة بكرامة كبقية الشعوب المسالمة، وكما أدركوا بأن قوات البيشمركة تقاتل الإرهاب اليوم نيابة عن البشرية جمعاء، لذا لابد أن يكون للشعب الذي ينتمي إليه هذه القوات البطلة مكانة مرموقة بين جميع الشعوب المحررة في هذا الكون، لكونه جنب العالم أكبر أنواع التهديد من أشرس وأعنف تنظيم إرهابي، كما أنه ضحى بأغلى ما عنده في الحياة من أجل أن يعيش العالم بسلام وأمان.

إدريس زوزاني 
دهوك/ 10.02.2015

ليست هناك تعليقات: