الكاتب إدريس زوزاني

الكاتب إدريس زوزاني

الجمعة، 6 سبتمبر 2013

"الإسلام السياسي وتأثيرها على مستقبل كوردستان"

المقدمة:
بداية أكن لكافة الأحزاب والتنظيمات السياسية في الإقليم كل الاحترام والتقدير وأتمنى أن يكون الجميع على قدر المسؤولية الوطنية تجاه هذا الشعب المناضل الذي قاوم أشرس الأنظمة الدكتاتورية في العالم وكافح من خلاله سنوات طويلة.
من اجل أن يعيش حرا كريما أسوة بباقي شعوب العالم، كما أتمنى أن لا يفسر هذا الموضوع بطريقة خاطئة أو يتخذ منه مواقف شخصية يعتبرها البعض بأنه تجاوز أو انحياز لطرف سياسي على حساب أطراف أخرى، لكونه ناتج عن واقع حال مجتمعنا الكوردي في هذه الفترة من الزمن وعليه التعامل معه بكل شفافية ووضوح وان يفسر محتواه بطريقة حضارية سليمة ناتج من منظور فكري هادف ومعبر عن موقف قومي صادق تجاه ما يمر به أبناء مجتمعنا الكوردستاني في القسم الغربي جراء الأحداث الأخيرة في المنطقة دون الحكم عليه على أساس التطرف  الديني أو المذهبي الضيق.
* التوضيح.
لا يخفي على احد ما يجري في الوقت الراهن على الساحة السياسية  في غربي كوردستان وما يحدث من الأعمال الإجرامية التي تستهدف المواطنين الكورد بجميع أطيافه من قبل جبهة النصرة الإسلامي المتطرف الذي يمارس الإرهاب بجميع أنواعه من سلب الأموال ونهب الممتلكات وحرق البيوت وقطع جميع مستلزمات الحياة ضد هؤلاء الأبرياء لمجرد انتمائهم إلى القومية الكوردية ليس أكثر...
إن هذه الأعمال التخريبية والجرائم البشعة ضد الإنسانية الذي يرتكب من قبل هذه التنظيمات الإرهابية يؤدي إلى إجبار غالبية سكان المناطق الكوردية إلى ترك ديارهم والتوجه إلى الدول المجاورة بحثا عن الأمان تجنبا الدمار الذي يلاحقهم والحروب المفروضة عليهم، هذا وكان لإقليم كوردستان حصة الأسد من استقبال هؤلاء النازحين ولاعتبارات عديدة منها الانتماء القومي والتعامل معهم على أساس اللغة والقومية إضافة إلى الجانب الاجتماعي حيث مسائل الانتماء العشائري والمصاهرة المتبادلة كذلك الجانب ألمعاشي حيث سهولة توفير مستلزمات الحياة اليومية أسوة بباقي أفراد المجتمع في الإقليم كذلك عدم مواجهة الصعوبات والمشاكل كما في بقية المناطق...
هنا لابد أن لا ننسى دور حكومة وشعب إقليم كوردستان بما قاموا به من تقديم المساعدة ومد يد العون لإخوانهم قدر الإمكان بالرغم من الظروف السياسية الذي يمر بها الإقليم إلا أن جميع الأبواب كانت مفتوحة أمام الحشود الكبيرة من النازحين من اجل تحسين أوضاعهم المعيشية في مختلف الجوانب الاجتماعية والصحية والخدمية وإيجاد السبل الملائمة لاستمرار المساعدات لهم وتكاثف الجهود من اجل إنهاء معاناتهم وهذا ما ركزت عليه الحكومة واعتبرته واجب إنساني وقومي مشرف.
* الموضوع.
هنا يجب أن أشير إلى نقطة مهمة يستحق الوقوف عليه وهو موقف الأحزاب الإسلامية في كوردستان ومؤيديها من هذه الأحداث وكيفية تعاملهم مع ألازمة بالشكل الذي لا يليق العادات والتقاليد الكوردية الأصيلة خاصة عندما حاول بعضها العزف على الوتر الديني وتجاهل الجانب القومي والوطني في الوقت الذي يحتاج فيه المجتمع الكوردي إلى إثبات وجوده قوميا أكثر من أي وقت أخر، لكن تبين من خلال الأحداث أن قسما من هذه الأحزاب قد حثت تنظيماته للتطوع والانضمام إلى جماعة جبهة النصرة الإرهابي للمشاركة في قتل المواطنين الكورد في غرب كوردستان...
هذا في الوقت الذي استقبلت فيه حكومة الإقليم الحشود الكبيرة من النازحين الكورد كان بعضا من الأحزاب الإسلامية الكوردية قد توجه تنظيماته للتظاهر لمناصرة للرئيس المصري المخلوع محمد المرسي المعزول عن الحكم من قبل شعبه وعودة الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم في جمهورية مصر العربية، يا لها من مفارقة غريبة! فمن جهة يقتل الكوردي بيد الإرهابيين من جبهة النصرة الإسلامي المتطرف في غربي كوردستان على خلفية الانتماء القومي  ومن جهة أخرى تساند القوى والأحزاب الإسلامية الكوردية في إقليمهم المستقل الأخوان المسلمين في دولة مصر...
* السؤال الذي يطرح نفسه.
ما هو إيديولوجية هذه التنظيمات الإسلامية في كوردستان أو بالأحر ماذا يريدون ؟؟؟ ما هو هدفهم السياسي الفعلي هل هو حق تقرير المصير للشعب الكوردي أم  السير وراء أفكارهم المتشددة أم ماذا يريدون؟؟؟ يا ترى ماذا لو أصبح حكم الإقليم بيد هؤلاء الناس يوما ؟؟؟وما الذي سوف يفعلون ببقية المكونات من الشعب الكوردي اقصد هنا بغير المسلمة...
بكل تأكيد إنشاء وتكوين هذه التنظيمات لم تأتي من فراغ عابر بل ورائها جهات سياسة كبيرة بل دول ذات نفوذ سياسي إسلامي كبير لها أجندات خاصة في الإقليم والأيام كفيلة بذلك.
لكن الشعب الكوردي الذي عانة الكثير من الويلات وواجهة الكثير من الصعوبات لا يمكن أن يضحي بالمكتسبات الوطنية الكبيرة الذي حصل عليها بدماء الشهداء وسواعد الأبطال من اجل إرضاء جهات سياسية تابعة لأفكار الآخرين.
أخيرا يجب أن يعلم الجميع بان الإسلام السياسي في الإقليم تشكل تأثيرا سلبيا على مستقبل شعب كوردستان وعلى القيادة الكوردستانية أن تكون حذرة من هذه النقطة المهمة، كما على الأحزاب والتنظيمات العلمانية والقوى السياسية الليبرالية أن تحسب لخطورة سياسة تلك الأفكار حساب فعلي لأنها تشكل تأثيرا سلبيا على مستقبل شعب كوردستان.
إدريس زوزاني
ألمانيا 06.09.2013

ليست هناك تعليقات: